استدعت تنسيقية البناءات الجاهزة بولاية الشلف، أمس، أعضاء مكتبها الولائي بمعية ممثلي المداومة الولائية الداعمة لحملة المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة لانتخابات هذا الخميس،لاحتواء الأزمة التي فجّرها أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي. باتت وقود النقاش العام في أوساط المنكوبين الذين طالبوا يعقوبي محمد بالرد على أويحيى وتحميله مسؤولية هذا الغليان الشعبي السائد في الشاليهات. واقتصر اجتماع التنسيقية رفقة أعضاء مكتب مداومة المنكوبين المساندة لبوتفليقة، على تهدئة الأجواء وإزالة الاحتقان الذي أوجدته تصريحات سياسية كانت كافية لإيقاظ بؤر الاحتقان، في أعقاب تحميل رئيس التنسيقية، تبعات الانزلاقات الخطيرة التي وقعت في ربيع العام الماضي التي تسببت في زج ما يناهز 130شابا الحبس بتهم جنائية، وهو التصريح الذي فجر غضب المنكوبين، على حد تعبير أعضاء التنسيقية الذين، قالوا ل''البلاد'' إنهم كانوا ينتظرون بروز تصريحات مثل هذا القبيل، كتحصيل حاصل لمنطق الرفض الذي التزموا به في صائفة العام الماضي، حينما عرض عليهم الأمين الولائي للأرندي فكرة الانضمام في صفوف الحزب، نظير طي ملف ''البراريك'' بصفة نهائية، طالما أن أويحيى، أبدى استعداه لإنهاء معاناة المتضررين من زلزال الأصنام 1980، ويضيف هؤلاء الأعضاء، انهم امتنعوا بالكامل عن زج التنسيقية في متاهات سياسية أو تلبيسها ثوب أي حزب كان، بحجة أن الملف الشائك في نظرهم كان مادة خصبة في الماضي لعدة تشكيلات سياسية اتخذته لترويج أفكارها وتعزيز شعبيتها دون أن يلمس المنكوب أي شيء يذكر. خرجة التنسيقية مدعومة بممثلي مداومة بوتفليقة عن عائلات المنكوبين، تحمل دلالات عميقة في الظرف الحالي بالذات، فسرها أعضاء مكتبها بالهامة، مخافة أن ينتقل الغضب إلى أشياء أخرى، في ظل إصرار المنكوبين المتوافدين يوميا على مكتبها الواقع في قلب مدينة الشلف، على الرد السريع على تصريحات أويحيى التي كادت أن تقطع حبل الرجاء بين المنكوبين والسلطة، طالما أن هذا الأخير يمثل المسؤول الأول في الحكومة الجزائرية. وعاد هؤلاء الأعضاء إلى القول، إن اندهاشهم كان كبيرا لحظة سماعهم تصريح ناري صادر عن أحد المقربين من الرئيس بوتفليقة، بشأن رقصة عفوية ليعقوبي، وزادت مفارقتهم العجيبة، حسبهم، في اطلاق ذات المسؤول النار على ممثل التنسيقية، حينما بدر منه ذات التصرف البريء داخل القاعة التي نشط بها بوتفليقة تجمعه الشعبي. وفي السياق ذاته، قال بيان موقع من قبل أعضاء مداومة بوتفليقة عن المنكوبين، إن حالة من الاستهجان دبت لدى المنكوبين، مستفسرين زلو جاءت ذات التصريحات من شخص آخر لتم هضمه، أما أن يصدر من أويحيى، فهو عين الغرابة''، معتبرين انهم أعطوا صكا لبوتفليقة بمعزل عن أضواء السياسة، أو الدخول في فوضى الكلام مع أي كان يريد تسييس التنسيقية التي دافعت -حسبهم- عن مطالبها بضراوة، إلى أن حمّلت الوالي المرحل إلى عنابة مسؤولية ما وقع دون لف أو دوران، لأنها تعرف، يقول البيان، أن المتسببين في أحداث الشغب، لا يريدون طي الملف وتمكين المنكوبين من حقوق التعويض، ذلك أن التنسيقية رفضت ببساطة دخول معترك السياسة، باسم الأرندي أو تشكيلة أخرى. وتطرق البيان إلى مسألة التعويض التي تبقى على لسان كل منكوب، موضحا أن تنسيقية الشاليهات عانت الويلات على مر عشرية كاملة في جولات الدفاع عن حقوقها، وسط عراقيل وضعتها أحزاب سياسية في طريق المنكوبين يوم رفضت التنسيقة التخندق في معسكر السياسة، حيث قال يعقوبي في تصريح ل ''البلاد''، إن خرجة تنظيمه الاجتماعي لدعم حملة بوتفليقة لا يشوبها أي لبس، بل ترجمها حل التكفل بملف البراريك، إلى غير رجعة، إضافة إلى دفاع التنظيم عن مطلب إطلاق سراح موقوفي الأحداث الأليمة، في الوقت الذي ارتضى -حسبه- تجار السياسة، المتاجرة في الآلام والدموع، على حساب حقوق 18 ألف عائلة تنتظر تجسيد حلول بوتفليقة إلى واقع حقيقي.