شهدت جلسة افتتاح أشغال مجلس الشورى الوطني لحركة النهضة في دورة استثنائية فوضى واشتباكات بالأيدي بين عدد من المناضلين، وذلك بعدما تدخل مناضل من ولاية الجلفة أمام الصحافة شاكيا من إقصاء الأمين العام محمد ذويبي لبعضهم في مجلس الشورى وعدم مشاركتهم في للاجتماعات وتهميشهم، حيث حاول أحدهم إخراج المحتج عنوة من القاعة. فيما حافظ ذويبي على هدوئه، مؤكدا أن المحتجين لا تمثيل لهم وأن ما حدث مجرد محاولات للتشويش بسبب اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والمحلية.وسجل امس مجلس الشورى حضورا مكثفا لإطارات حركة النهضة منهم جماعة المستقيلين من المناصب القيادية احتجاجا على سوء تسيير الحركة في وقت سابق، ولم يكن متوقعا أن تتحول جلسة افتتاح الاشغال وتحديدا خلال إدلاء الأمين العام بتصريحات لمجموعة الصحفيين الحاضرين، إلى فوضى واشتباكات لمحاولة إسكات احد المحتجين على الاقصاء، وعمل الحاضرون في القاعة على التأكيد أن المحتج الذي أثار الفوضى لا وجود له في الحركة. كما أكد محمد ذويبي أن المعني لا يملك أي صفة قانونية في الحركة وأثار الفوضى لأهداف خاصة تتعلق بالانتخابات المقبلة بعدما أراد أن ينتحل صفة المجلس الولائي في الجلفة بسبب اقتراب موعد الاستحقاقات. وفيما يتعلق بموقف حركة النهضة من الانتخابات التشريعية المقبلة، وإن كان مجلس الشورى قد خصص دورة أمس لمناقشة الملف والفصل فيه، إلا أن الأمين العام محمد ذويبي تحدث بلغة تؤكد جنوح الحركة نحو المشاركة، حيث طرح المتحدث إمكانية الدخول في تحالفات مع من يشاطرها الرؤية والمرجعية وأبعد من ذلك ستدخل تحالفات سياسية موسعة على أساس الاولويات الوطنية، وذلك على اعتبار أن أحزاب السلطة عاجزة عن قيادة البلاد وأن الجزائر تحتاج إلى قاعدة واسعة للحكم، حسبما أكده محمد ذويبي في تصريحات هامشية. كما انتقد المصدر لجوء بعض الأحزاب إلى تسويق سياسة اليأس لدفع المواطنين إلى العزوف عن ممارسة حقهم السياسي في الانتخاب، مطالبا هذه التشكيلات بالارتقاء بالخطاب السياسي. فيما دعا المواطنين إلى ممارسة حقهم السياسي والمشاركة في تسيير الشأن العام. وفي سياق الرسائل التي وجهها ذويبي إلى الأحزاب والرئيس ومؤسسة الجيش الوطني الشعبي، دعا هذا الأخير إلى مرافقة ودعم مسار التحول الديمقراطي الذي يحقق الاستقرار السياسي المنشود. كما جددت حركة النهضة مطلبها إلى رئيس الجمهورية بالإعلان عن الارادة السياسية اللازمة لنزاهة الانتخابات والعدل بين الأحزاب المتنافسة. وبخصوص الاحتجاجات الاجتماعية في مختلف القطاعات، أكدت حركة النهضة على ضرورة لجوء الحكومة إلى توفير أجواء الشفافية في الحوار بعيدا عن منطق الاستعلاء والتخوين. كما طالبت بتجميد القوانين محل الاحتجاج إلى ما بعد الانتخابات.