كان فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، خبرا سيئا لعدد كبير من الأميركيين الرافضين لخططه المثيرة للجدل، واللاتينيين الطامعين في بدء حياة جديدة شمالا في "أرض الفرص"، لكنه ربما كان خبرا جيدا لمهربي المهاجرين إلى الولاياتالمتحدة. فمن بين خطط قطب العقارات التي يتمسك بها ولا يبدو أنه سيحيد عنها، بناء سور بطول الحدود الأميركية مع المكسيك، لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الولايات الجنوبية، تكساس ونيومكسيكو وأريزونا وكاليفورنيا، فضلا عن ترحيل ملايين المقيمين بشكل غير رسمي. وعقب انتخاب ترامب رئيسا، حث المهربون الساعين إلى الهجرة إلى الولاياتالمتحدة، من المكسيك والسلفادور وهندوراس وغواتيمالا، باتخاذ قرار سريع، قبل أن يبني ترامب جداره المقرر، حسبما قال راغبو هجرة ومسؤولون في الولاياتالمتحدةوالمكسيك. وكشفت إحصاءات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أن عدد المهاجرين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة يفوق العدد في الأشهر ذاتها بالسنوات الخمس الأخيرة، مما جعل خطط الرئيس المنتخب تعني بشكل غير مباشر "مكاسب أسرع للمهربين". ويبدو تضييق الخناق على المهاجرين غير الشرعيين إلى الولاياتالمتحدة، حلما صعب المنال للسلطات الأميركية الجديدة، المطلوب منها تخصيص محاكم جديدة للنظر سريعا في قضايا المهاجرين، التي تستغرق أشهر، وأحيانا سنوات، فضلا عن أن اعتقالهم يواجه تحديات قانونية، ناهيك على أن بناء الجدار عبر الحدود هائلة الطول سيتطلب مليارات الدولارات. ويعبر عشرات الآلاف من المهاجرين شهريا الحدود إلى داخل الولاياتالمتحدة تحت ستار الظلام، ثم يسلمون أنفسهم إلى قوات حرس الحدود، حيث يتم اعتقالهم لأيام قليلة، بعدها يطلبون اللجوء في قضايا يطول زمنها، وفي الغالب لا يحضرونها. وتطالب قوات حرس الحدود الأميركية بأعداد أكبر من الجنود وصلاحيات أكبر، وأيضا بتخصيص عدد أكبر من المحاكم للإسراع في نظر تلك القضايا. ويقول هيكتور غارسا، وهو ضابط في تلك القوات بولاية تكساس: "يجب اتخاذ خطوات الآن. الأمر يخرج عن السيطرة"، مطالبا بإجراءات أكثر حزما تجاه المهاجرين، مثل إطالة فترة الاعتقال وزيادة عدد القضاة الذين يصدرون أحكاما في قضايا اللجوء. ويرى غارسا أن "إرسال رسائل صارمة سوف يقلل من عدد الساعين إلى الهجرة".