أجمع مشايخ وفقهاء الجزائر على أن الانتحار بأي وسيلة كانت محرم في الشريعة الإسلامية وبغض النظر عن الظروف المؤدية إليه، باعتباره كبيرة من الكبائر توجب لمقترفها العقاب كونه فرط في أمانة استودعه الله إياها هو مطالب بحفظها وصيانتها. الشيخ شمس الدين : ''لا يجوز للشباب المسلم الاقتداء بالبوعزيزي'' أكد الشيخ شمس الدين في اتصال مع ''البلاد'' على عدم جواز للشباب المسلم الاقتداء بالشاب التونسي محمد البوعزيزي لفظ أنفاسه الأخيرة بعدما أضرم النار في جسده. وقال إن هذا الأخير وصل إلى ما يعرف عند علماء النفس بدرجة الإغلاق، التي يفقد الشخص خلالها عقله المنوط بالتكليف الشرعي، وهو الأمر الذي لا يمكن أن ينطبق على المحاولات الأخيرة التي حدثت في العديد من المناطق الإسلامية والعربية، حيث أشار إلى أن البعض من هؤلاء الشباب يعلمون الصحافة أو بعض الأصدقاء لضمان تصوير هذا الفعل، وعليه فإن الانتحار هنا كما قال المتحدث يحمل صفة سبق الإصرار والترصد، إذ أن المقدم عليه يتمتع بكل إمكاناته العقلية والنفسية. وذكر المتحدث أن المنتحر يكون قد خسر الدنيا والآخرة انطلاقا من أنه يقترف فعلا من كبائر الذنوب، في الشرع الحنيف يؤكد على أنه من قتل نفسه بحديدة فإنه يعذب بها يوم القيامة، صيانة للنفس التي كرمها الله عز وجل، ونوه أن انتشار مثل هذه الظواهر في عموم العالم الإسلامي إنما تدل على ضعف الإيمان والبعد عن سبيل الله، مذكرا بأن أسلاف الجزائريين الذي عاشوا إبان الاستعمار عانوا من الكثير من الاضطهاد والتعذيب والفقر والعبودية، إلاّ أنهم لم يقدموا على مثل هذه الأفعال لأنهم كانوا محصنين بالإيمان، الأمر الذي يفتقده شباب اليوم.