طالب المستفيدون من مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الذين فشلت مشاريعهم، بضرورة إعادة جدولة ديونهم، بما يسمح لهم بتسوية وضعيتهم المالية اتجاه البنوك وبالتالي إبعاد عنهم إمكانية دخولهم إلى السجن، خاصة أن هناك المئات من القضايا فصلت فيها محاكم عبر الوطن بشكل نهائي. وتشير مصادر "البلاد"، المتابعة لهذا الملف، إلى أن التطمينات المركزية الأخيرة، بعدم متابعة أصحاب المؤسسات المفلسة وترك لها هامشا من الوقت لتسوية وضعيتها المالية، لا وجود لها على المستويات المحلية، في ظل المباشرة في متابعة الملفات المتأخرة عن التسديد ومتابعة أصحابها قضائيا. وتحصي جمعية شعاع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 70 ألف مؤسسة مفلسة، تم متابعة أصحابها من قبل البنوك الممولة لمشاريعها، ويشير ذات المصدر، إلى أن السبب في فشل هذه المشاريع، خارج عن نطاق هذه المؤسسات، خاصة ما تعلق بعدم تطبيق تعليمة رئيس الجمهورية في العديد من الولايات والقاضية بمنح 20 بالمئة من المشاريع لصالح المؤسسات المستحدثة للشباب في إطار "أونساج" و"لونجام" وغيرها. حيث تم الدوس على هذه التعليمة بشكل كامل، وهو ما ساهم في إفلاس هذه المؤسسات وعدم مقدرتها على مسايرة ومنافسة باقي المؤسسات الكبرى التي كانت تتحصل على المشاريع بشكل عادي وأكثر من ذلك بطرق "ملتوية". وكشف ذات المصدر، عن أن هناك ضغطا كبيرا يعيشه الآلاف من الشباب المستفيد من هذه الصيغ، من قبل جهات إدارية كحال مصالح الصندوق الوطني للعمال لغير الأجراء، مصالح الصندوق الوطني للعمال الأجراء، مفتشية العمل، البنوك الممولة وأيضا الوكالة المرافقة، مؤكدا على ضرورة إيجاد صيغة توافقية ومخرج للقضية، حيث طالب المستفيدون بجدولة أو مسح ديون النشاطات الممكنة والمعقولة التي ليست لها ديمومة وجدوى اقتصادية وخدماتية وسط السوق. ويتحدث أصحاب المؤسسات المفلسة والذين عجزوا عن تسديد القروض المحددة ما بين 300 و600 مليون سنتيم والموجهة لشراء العتاد، بأنهم توبعوا قضائيا بتهمة الإخلال بالاتفاقية المبرمة، رغم أن عتادهم موجود على مستوى المستودعات ولم يتم التصرف فيه، غير أن ما سموه "الإجراءات البيروقراطية وعرقلة الإدارات لهم" هي من بين الأسباب التي حالت دون اندماجهم الفعلي في عالم الشغل وبالتالي عدم مقدرتهم على التقيد ببنود الاتفاقية، مؤكدين في سياق ذاته، أن وضعيتهم الاجتماعية أضحت أكثر من مزرية في ظل الضغط الكبير الممارس عليهم، متسائلين في نهاية المطاف ماذا يفعلون بالعتاد وهل يتصرفون به؟ ليدخلوا بعدها في فصل آخر من المتابعات.