خبراء اقتصاديون ل"البلاد": الجزائر مجبرة على التوغل اقتصاديا في إفريقيا افتتح "المنتدى الإفريقي للاستثمارات والأعمال" بالعاصمة وهذا بمشاركة حوالي 2000 من رجال الأعمال من بينهم 1000 من القارة الافريقية. ويعد المنتدى الجزائري الإفريقي فرصة لتشخيص القيود التي تحول دون اندماج كلي أو جزئي بين الدول الافريقية ومن ثمة فتح الحدود الاقتصادية ورفع حواجز البنوك والجمركة وتوفير التشريعات الضرورية الكفيلة بإرساء قواعد شراكة مستدامة ولوجيستيك فعال وذي جدوى، تمكن من التوصل إلى سوق إفريقية بإمكانها أن تنجح إذا توفرت الإرادات والعزائم الصادقة والثابتة لإقلاع في القارة الخام التي تتوفر على إمكانيات النجاح من ثروات طبيعية ومساحات شاسعة ومناخات متعددة وثروات بشرية ذات كفاءات عالية، لو توفرت لها المناخات والظروف الملائمة وتجاوزت أزماتها السياسية وانقساماتها الناجمة في كثير منها مخططات خارجية تغذيها وتحركها مصالح قوى الهيمنة. ويؤكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول أن منتدى الاستثمار والاعمال الافريقي المنعقد بالجزائر يعد مؤشرا جديدا ومهما عن توجهات الجزائر الإقتصادية، حيث إن الاقتصاد في السابق كان مبنيا على القرارات والعلاقات السياسية، وأشار مبتول في تصريح ل«البلاد"، على هامش انطلاق المنتدى الافريقي للعمال والاستثمار المنعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، أن الجزائر انتظرت الكثير من هذا المؤتمر، حيث إنه بالنسبة للاقتصاد الوطني فهناك العديد من فرص الشراكة لتزويد الجزائر بالمواد الاولية والمنتجات الغذائية، حيث إن الجزائر تملك اقتصادا ناشئا يحتاج إلى المادة الأولية. أما فيما يخص رجال الأعمال الجزائريين، أشار محدثنا إلى أن الصناعيين ورجال الأعمال الجزائريين بإمكانهم أن يقوموا بالتصدير إلى الدول الافريقية التي تريد بعث استثمارات بها، حيث إن المؤسسات الجزائرية لها قائمة واسعة من المؤسسات التي يمكن أن تستثمر وتصدر لدول إفريقيا. حيث إن المقاييس الأوروبية والأمريكية ساهمت في كبح طموح العديد من المستثمرين الجزائريين، بسبب الشروط القاسية من اجل ولوج أسواقها، لكن السوق الافريقية تعد واعدة لهم وأقل حواجز مما يجعل سلعها لها مستقبل تجاري، حيث إن السلع الجزائرية والمنتجة محليا ستلج بشكل كبير السوق الافريقية. من جهة اخرى، أشار الخبيرالاقتصادي عبد الحميد مكيداش إلى أن هذا المنتدى يعد مهما ويعطي نظرة عن مستقبل اقتصادي أكثر براغماتية وفق معايير تحددها التجارة والاعمال إفريقيا يمكن التعويل عليها من اجل المساهمة في تطوير فاتورة الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات، حيث إن الصناعة الغذائية والصناعة المتعلقة بالالكترونيك والصناعة الخفيفة والصناعة التحويلية وكذا الطاقة والصيدلة، حيث اعتبر المتحدث أن استثمارات نفطال وسونطراك وسونلغاز يمكن أن توسع لمجالات اخرى في إفريقيا، في وقت تملك الجزائر رصيدا سياسيا يمكن الاتكال عليه، مضيفا أن هذا الفروم سيؤسس لمنهج جديد.