علمت ''البلاد'' أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وجهت مؤخرا تعليمة إلى مصالح الأمن تطالبهم بإرسال تقارير عن المسؤولين الذين يرفضون استقبال المواطنين في مكاتبهم والاستماع إلى انشغالاتهم ومشاكلهم. وذلك بعد التعليمة السابقة التي تفرض على رؤساء الدوائر ورؤساء المجالس الشعبية البلدية استقبال المواطنين كل أيام الأسبوع والاستماع إلى مشاكلهم وانشغالاتهم والعمل قدر المستطاع على إيجاد حلول لها. وفي حال تعذر الأمر عليهم يتوجب تفويض مسؤولين آخر ينوبون عنهم في الاستماع إلى انشغال المواطن والتجاوب معه في الحين. وحسب المصادر ذاتها، فإن التعليمة الموجهة إلى مصالح الأمن المختصة تطالبهم بإعداد تقارير عن المسؤولين المحليين الذين يرفضون استقبال المواطنين أو المتغيبين باستمرار عن مكاتبهم. وتأتي هذه التعليمة بعد الشكاوى العديدة التي وصلت إلى الجهات المختصة من قبل المواطنين، حول رفض العديد من رؤساء الدوائر ورؤساء البلديات استقبالهم، لدرجة أصبح تتردد في الشارع مقولة ''مقابلة وزير أسهل من مقابلة مير''، خاصة أن العديد من رؤساء المجالس الشعبية البلدية أصبحوا يهتمون بمصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة نتيجة اقتراب موعد نهاية عهدتهم الانتخابية التي تنتهي منتصف سنة .2012 كما تعرف بعض البلديات تغيب رؤساء البلديات عن مكاتبهم خاصة في أيام الاستقبال، مما زاد في احتقان المواطنين الذين يجبرون على الانتظار أياما طويلة وأحيانا شهورا من أجل الظفر بموعد لمقابلة رئيس بلدية. كما تنص التعليمة على تقرب مصالح الأمن من المواطنين الذين لم يتمكنوا من مقابلة المسؤول المحلي والتعرف على انشغلاتهم وسبب رفض المسؤولين استقبالهم حتى يتم إعداد تقرير مفصل حول حادثة رفض الاستقبال إلى الجهات المعنية. وتأتي هذه التعليمة بعد أن لمست السلطات نقمة المواطنين على المنتخبين والمسؤولين المحليين الذين يرفضون التعامل المباشر مع المواطنين والاكتفاء بتوجيههم إلى مصالح أخرى دون الاستماع إلى انشغالاتهم، بالإضافة إلى الصراع الإداري بين رئيس الدائرة ورئيس البلدية حيث أصبح كل طرف يرمي بالمسؤولية على الطرف الآخر، ويبقى المواطن يتخبط بين الدائرة والبلدية باحثا عن المسؤول الذي يستمع إلى انشغالاته. كما حمّل العديد من الأحزاب بعضا من المسؤولية للمسؤولين المحليين عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجزائر، نتيجة غياب الاتصال المباشر بين الشباب الغاضب الذي عبر عن تذمره لعدم وجود جهات تستمع إلى مطالبه خاصة المنتخبين.