دعوة لمراقبة "تديّن" الأبناء والمواقع الإلكترونية التي يرتادونها كشف الدكتور نصر الدين وراش مفتش مركزي لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن الوزارة "كلفّت أئمة المساجد بالتصدّي لخطابات الطوائف المتطرفة بعدما "تسلّلت" أطراف متشدّدة للترويج إلى أفكار غريبة عن الإسلام لزرع الفتنة في المجتمع الجزائري". وأفاد المسؤول في ندوة حول "الطائفية وخطرها على الوحدة الوطنية" نظمت أمس بسيدي بلعباس أن الجزائر "تمكنت من إفشال مخطط التقسيم الطائفي ونجحت في اجتثاث التشدد والتطرف من برامج التعليم وخطابات المساجد بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية". وأكد وراش أن الاعتماد على المرجعية الدينية بأبعادها الوطنية كفيل بمحاربة الفكر المتطرف وتأمين عقول وأفكار الشباب الجزائري، مذكرا بأن أئمة الجزائر من خلال تجارب الماضي أثبتوا قدرتهم العلمية والفكرية بإبطالهم الأفكار الدخيلة. وشدّد المتحدث على ضرورة "بث روح جديدة في هذا المجتمع مأخوذة من وسطية الإسلام واعتدال جيل صحابة الرسول عليه السلام ومن المشكاة الصافية المتمثلة في سيرة النبي طبقا لنصوص الكتاب والسنة وشواهد جهود الأسلاف الصالحين لهذه الأمة". وأضاف وراش أنه من هذا المنطلق عكفت "المساجد والزوايا ورجال الإعلام ومصالح الدولة بمختلف مؤسساتها على إبطال الطائفية والقضاء على أي تسرب طائفي إلى الجزائر"، مؤكدا أن "الجزائريين معروفون بمرجعيتهم الدينية القوية وملتزمون بها ويعتقدون بها لأنها كانت تطبع تدين أسلافهم العلماء وهي التي جعلت كلمتهم مجموعة وملتئمة وكانت وقود ثورة التحرير المجيدة." وتابع المسؤول المركزي بالوزارة قائلا إن "هؤلاء لا يريدون اليوم أن تصبح الجزائر موطنا أو طرفا لحرب طائفية لا تعنيها أو أن تتسبب المساجد في هدر دماء الجزائريين أو غير الجزائريين". ودعا وراش العائلات إلى أن "تتابع تدين أبنائها وسلوكاتهم والمواقع التي يرتادونها لتحصينهم فكريا توازيا مع التحصين الاجتماعي الذي تقوم به مصالح الأمن وتأمين الحدود من طرف الجيش الوطني الشعبي. " وأوضح متدخلون من أساتذة جامعيين وإطارات بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف أن لمؤسسة المسجد دورا هاما في نشر الفكر الوسطي المعتدل والتصدي للأفكار الهدامة التي تحاول زرع الفتنة ونشر الفرقة، وعليه فإن لإمام المسجد دورا هاما في محاربة الطائفية وتحصين المجتمع في أمنه الفكري والعقائدي. من جهته أبرز الدكتور حبيب مورسي من جامعة سيدي بلعباس أن المسجد يسهم في توحيد الصفوف وجمع الكلمة لكونه منارة للأخلاق والعلم تحقق الازدهار والتنمية، مشيرا إلى أن هناك مخططا يهدف إلى تفتيت العالم الإسلامي والعربي من خلال تفتيته فكريا وإخراج الطوائف من أجل ضرب وحدته. وتطرق المتدخلون في هذا اللقاء الذي نظم بمبادرة للمديرية المحلية للشؤون الدينية والأوقاف إلى خطر الطائفية على المجتمع وكيفية محاربتها من خلال التمسك بمبادئ الدين الإسلامي ودور الإمام في تحصين المجتمع من هذه الأفكار الدخيلة. وذكّروا بأن الجزائر حسمت معركتها مع الطائفية بفضل جهود المساجد ورجال الإعلام وقوات الأمن ما يستدعي المحافظة على هذه الإستراتيجية لمحاربة أي خطر قد يهدد أمن البلاد ويمس بوحدتها.