استقطاب حاد بين "حلفي" جاب الله ومقري سيكون يوم غد الجمعة، يوما ل"وحدة الإسلاميين"، في ظل انعقاد مجالس الشورى لخمسة أحزاب ذات توجه إسلامي، ستفصل خلالها في موضوع الوحدة والاندماج، ويتعلق الأمر بمجالس شورى كل من حركة النهضة، العدالة والتنمية، وحركة البناء للفصل في ملف الاندماج الثلاثي، بالإضافة لاجتماع مجلسي شورى أبناء مدرسة الشيخ نحناح للبت في ملف الوحدة بين جبهة التغيير وحركة مجتمع السلم. ستجتمع مجالس شورى كل من جبهة العدالة والتنمية، حركة النهضة وحركة البناء الوطني، في دورة استثنائية يوم غد الجمعة لدراسة الموقف من مستجدات طارئة، وذلك بعد أن صادقت مؤسسات العدالة والنهضة مؤخرا على التحالف الاستراتيجي الاندماجي، وأيضا على مواصلة الاتصال بكل من حركتي البناء الوطني والتغيير، مع تطورات اللقاءات ارتأت عقد دورة استثنائية لدراسة قرار التحاق حركة البناء الوطني، وهي الأخرى سيجتمع مجلس شوراها لدراسة نفس القرار والفصل فيه، وذلك بعدما نضجت وثيقة الاندماج الثلاثي، من خلال تحديد الرؤية المستقبلية والأهداف مع الوسائل الآليات، وحتى تحديد كيفية دخول معترك الانتخابات التشريعية القادمة. وحسب ما علمته "البلاد"، فإن لجنة صياغة وثيقة الاندماج التحق بها ثلاثة قياديين من البناء ويتعلق الأمر بكل من أحمد الدان، عبد القادر بن قرينة، ونصر الدين سالم شريف، وبإعلان الوحدة بين هؤلاء الثلاثة يكون بذلك تشكل أول قطب للإسلاميين. من جهة أخرى، ستنعقد مجالس شورى كل من حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير، للفصل في قرار الوحدة بين أبناء الشيخ الراحل محفوظ نحناح، وهو المشروع الذي بقي يراوح مكانه منذ حوالي ثلاث سنوات، دون التوصل إلى شيء ملموس، غير أن يوم غد الجمعة سيكون فاصلا في مسار الوحدة بين الطرفين، رغم القبول المبدئي للفكرة من طرف الجميع غير أن العديد من الإكراهات تشكل تحديات يجب تجاوز للوصول إلى بر الأمان، حيث لا تزال رواسب الماضي تلاحق الطرفين، ولا تزال الرّوابط السّلبية تضغط، ولا تزال بعض المخلّفات النّفسية تستبدّ، ولا تزال بعض الأبعاد الشخصية والطموحات الذاتية تكبح، ومع ذلك فإن الكسب الاستراتيجي على المدى البعيد قد يخفف من وطأة آلام المخاض العسير لولادة هذا المشروع، في وقت يتوقع بعض المتابعين تحقق العديد من المكاسب الفكرية والتصورية، والمكاسب التنظيمية والهيكلية، والمكاسب في الوظائف الإستراتيجية والأساسية، والمكاسب التربوية والمؤسساتية، والمكاسب السياسية والانتخابية، والمكاسب في الفضاءات الخارجية والعلاقات الدولية. ورغم توجه الإسلاميين هذا الجمعة لإعلان الوحدة والاندماج، إلا أن العديد من الأسئلة تطرح بخصوص توقيت الإعلان عن المؤتمرات الاستثنائية، لالتحاق حزب بآخر، حيث يبدو الأمر مؤجلا لا محالة إلى ما بعد الانتخابات التشريعية القادمة بالنظر إلى ضيق الوقت، كما يطرح تساؤل حول الخط السياسي بعد الاندماج والوحدة، حيث إن لكل حزب نظرته الخاصة في ممارسة العمل السياسي، حيث يختلف خط كل حزب عن الآخر ولو بالشيء اليسير، كما تجد هذه الأحزاب نفسها مجبرة على الإجابة عن تساؤل بخصوص كيفية تحديد القيادة الجديدة ومحل إعراب الوافدين والملتحقين، سواء على مستوى القيادة الوطنية وأيضا على مستوى القيادة المحلية، ناهيك عن كيفية إيجاد الآليات لتجسيد رغبة دخول الانتخابات القادمة في ثوب واحد.