وجهّت الفنانة الجزائرية القديرة وعميدة المُمثلات الجزائريات، شافية بوذراع، رسالة إلى المسؤولين بالتلفزيون الجزائري من أجل تركيب وبث "البورتريه" الخاص بمسيرتها الفنية التي دامت أكثر من 47 سنة من العطاء والذي تم تسجيله منذ حوالي 7 سنوات، إلا أنه لم يبث إلى غاية اليوم، قامت بتصويره لمدة أربعة أشهر كاملة. كما وجهت رسالة إلى وزيري الثقافة والاتصال من أجل للتدخل لبث البورتريه ما دامت على قيد الحياة. اشتهرت الفنانة القديرة بأدائها أدوارا جدية ومُتعددة في عدد من الأفلام والمُسلسلات الجزائرية، فبالإضافة لكونها مُجاهدة وأرملة شهيد، فقد أطلق عليها مُحبوها لقب "أم الجزائريين"، بعد دورها الشهير في المسلسل التلفزيوني "الحريق" المُقتبس من رواية محمد ديب، أين أدت دور "لالة عيني". وعادة ما تحكي الفنانة شافية أن دخولها عالم التمثيل الذي قضت فيه 47 سنة إلى حد الآن، جاء بفضل الفنانة الراحلة فتيحة بربار، وتحديداً من الإذاعة الجهوية والمسرح القسنطيني، حيث قدمت فيلمها الإذاعي آنذاك "الهزي" أدت فيه أول دور للأم حرية، والذي يعتبر أول دور في مسيرتها أسنده لها المخرج مهداوي، وقد إلتحقت أيضا بالمسرح أين التقت بالفنان مصطفى كاتب الذي أسند لها هو الآخر "دائرة الطباشير القوقازي" و"المرأة المتمردة "، وكان أداؤُها لدور "لالة عيني" في مسلسل "الحريق" في السبعينيات، محطة فارقة في حياتها الفنية، حيث نجحت في اختزال حنان الأم، وحزنها على ابنها عمر كلما أصابهُ أذى، وربطت المشاهد الجزائري للتلفزيون الجزائري بعد الاستقلال بواقعٍ أليم للفقر ومآسي الجزائريين خلال الثورة. ومثلت شافية بوذراع الجزائر في مهرجان كان السينمائي مؤخرا، بفيلم "الخارجون عن القانون" وارتدت اللّباس التقليدي الجزائري وسارت على البساط الأحمر، ما أثار جدلاً واسعا في فرنسا بسبب الفيلم ولباسها أيضا، وكانت قد صرحت وقتها بأن تصوير المخرج رشيد بوشارب لوحشية ما ارتكبه المستعمر الفرنسي فيما يعرف ب"مجزرة سطيف" في ماي 1945 عار من الصحة، خاصة أنها عاشت وقائع تلك الأحداث خصوصا بعدما اعتقل زوجها "صالح بوذراع" من قبل القوات الفرنسية وسجن لأكثر من 20 سنة ذاق خلالها ويلات المستعمر".