أعلن امس مسجد باريس عن رفضه تدخل السلطات الفرنسية في إدارة شؤون المسلمين في فرنسا من خلال منظمة "إسلام فرنسا" التي ترأسها شخصية غير مسلمة ممثلة في وزير الداخلية الأسبق بيار شوفينمان. عبرت أمس الفيدرالية الوطنية لمسجد باريس عن مقاطعتها جلسة تأسيس منظمة "إسلام فرنسا" على اعتبار أنها هيئة تتدخل في إدارة تسيير شؤونالمسلمين، ومقاطعة تنصيب المجلس التوجيهي والجمعية الثقافية وهو القرار الذي توصل إليه بعد استشارة أعضائه، حسب ما كشف عنه في بيان صدر امس عن الفيدرالية. كما استنكرت هذه الأخيرة كل أشكال التدخل في تسيير الديانة الإسلامية في فرنسا والتي تشكل ثاني أكثر الديانات انتشارا في فرنسا بالنظر الى حجم الجالية المغاربية في فرنسا وعلى رأسها الجالية الجزائرية. وأشارت الفيدرالية الى عدم التزام السلطات الفرنسية بتوسيع النقاش حول استحداث هذه الهيئات. وشددت فيدرالية مسجد باريس على رفضها القاطع كل محاولة لوضع ممارسة الديانة الإسلامية تحت الوصاية الفرنسية. ودعت فيدرالية مسجد باريس في بيانها امس جميع الجمعيات التي تعنى بشؤون المسلمين والممثلة للديانة الإسلامية وجميع المسلمين الى رفض كل اشكال وضع ممارسة الديانة الإسلامية تحت الوصاية الفرنسية. ويأتي تحرك مسجد باريس بالموازاة مع سعي الداخلية الفرنسية الى وضع هيئة تشرف على تسيير الديانة الإسلامية في فرنسا بحجة مواجهة التطرف والغلو عقب هجمات نيس الأخيرة. وهو الملف الذي وضعته بين يدي وزير الداخلية الأسبق جون بيار شوفنمان، والذي تساءلت أوساط فرنسية سياسية عن حقيقة تعيينه على رأس هيئة تمثل المسلمين بينما ليس له علاقة بهم نهائيا. وأشارت مصادر من مسجد باريس لوكالة الأنباء الجزائرية الى أن تشكيلة المجلس التوجيهي التي تتألف من 30 عضوا أغلبيتها عينتها الادارة الفرنسية مقابل ثلاثة اعضاء فقط من الفيدرالية رغم أن مسجد باريس الذي تموله الجزائر والمغرب يمثل أكبر هيئة تمثيلية للمسلمين في فرنسا.