كشف المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل "لانام" محمد الطاهر شعلال، عن تحضير تقرير حول التشغيل وحملة غربلة قوائم المستفيدين من عقود الإدماج المهني المتحايلين سيرفع للحكومة شهر جوان المقبل، وهي المدة التي حددتها وزارة التشغيل لمختلف مديرياتها من أجل الانتهاء من تطهير قوائم المتقاعدين بمختلف الصيغ. دافع أمس، محمد طاهر شعلال عن أداء جهازه رغم الاتهامات التي يواجهها استنادا لتقارير مجلس المحاسبة، الذي وضع آلية التشغيل في قفص الاتهام، حيث قدم حصيلة عن نشاط الوكالة التي تمكنت من توفير مناصب عمل لأكثر من 370 ألف شاب، من مجموع 465 ألف عرض عمل سنة 2016، بزيادة قدرها 5 بالمائة من مجموع العرض مقارنة بسنة 2015، حيث سجل عدد العروض بقرابة 442 ألف عرض عمل، فيما بلغ عدد طلبات العمل خلال 2016، مليون و37 ألف طلب. كما توقع شعلال، خلال نزوله ضيفا على منتدى "المجاهد"، ارتفاع عدد عروض العمل على المستوى الوطني خلال السنة الجارية إلى أكثر من 525 ألف منصب شغل دائم ومؤقت، بفعل الحركية الاقتصادية التي تشهدها البلاد، خاصة مع فتح مصانع لتركيب السيارات في الجزائر وكذا النسيج والمؤسسات الفندقية ومركبات الحديد وغيرها، وهو ما سينعكس بالإيجاب على عالم الشغل وسيوفر مناصب عمل قارة. وفي السياق، أكد المسؤول، أن نسبة 93 بالمائة تم توظيفهم في إطار تشغيل الشباب في أقل من سنة، في حين 7 بالمائة ينتظرون التوظيف منذ أكثر من سنة، ليردف أن الحكومة قدمت تسهيلات لإعادة إدماج ذوي السوابق العدلية وتوظيفهم في إطار تشغيل الشباب دون وجود أي مانع من قبل الوكالة، حيث تم تسجيل خريجي السجون، كاشفا في السياق عن 30 ألف عامل قاموا بتغيير الوظيفة، لاسيما أن الوكالة تسمح للأشخاص العاملين في مؤسسات ويرغبون في الانتقال لمؤسسة أخرى تتماشى مع تطلعاتهم، حيث يشكل هؤلاء ما نسبته 3 بالمائة من مجموع المسجلين لديها. كما كشف المدير العام لوكالة "أنام" عن استحداث وكالات جديدة ببعض الولايات، تعمل على تحقيق الوساطة في ميدان الشغل لفائدة طالبي العمل الحائزين على خبرة واسعة على مستوى المؤسسات الاقتصادية، فضلا عن استقبال العروض الخاصة بهذه المناصب، وهو ما سمح بتنصيب 20 إطارا شهريا في مناصب "عليا" بمختلف هذه المؤسسات. أكد ضيف "فروم المجاهد" أن خريجي معاهد التكوين المهني الأوفر حظا للحصول على مناصب الشغل مقارنة بحاملي الشهادات الجامعية، حيث دعا في ذات الشأن حاملي الشهادات الجامعية في بعض تخصصات العلوم الإنسانية على غرار علم الآثار، التاريخ والجغرافيا والذين يعانون من شبح البطالة التوجه إلى أقرب مؤسسات التكوين المهني لممارسة تكوين يضمن لهم منصب عمل قار بدلا من انتظار المسابقات المنظمة من طرف المديرية العامة للوظيف العمومي وفق احتياجات كل قطاع. من جهة أخرى، كشف المتحدث عن تقديم تقرير مفصل سيرفع للحكومة حول عملية تطهير وغربلة المستفيدين من أجهزة المساعدة على الإدماج المهني وهم بصدد ممارسة وظائف أخرى أو يزاولون دراستهم العليا مقابل تلقيهم أجورا شهرية، محددا شهر جوان أجلا للإفراج عن نتائج هذه العملية، موضحا أن الحملة التي أطلقتها وزارة العمل والضمان الاجتماعي، كشفت عن نتائج صادمة لوجود العديد من الأشخاص يمارسون وظيفة أخرى في آن واحد، إلى جانب آخرين استفادوا من قروض لإنشاء مؤسسات مصغرة وفي نفس الوقت يتقاضون أجورهم.