تواصل إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أمس، الاجتماع المغلق للجنة "العليا" لضبط قوائم جبهة التحرير الوطني مما مدد حالة السوسبانس التي ميزت المشهد الحزبي خلال الساعات الأخيرة للإعلان عن القوائم النهائية بالموازاة مع "حرب" تسريبات أخلطت الكثير من التوقعات بعد أن تم إسقاط أسماء ثقيلة وإدراج أسماء غير متوقعة على رأس القوائم فيما نجح 8 وزراء في تصدر قوائم الحزب. عاش حزب جبهة التحرير الوطني في الساعات الأخيرة التي تسبق انتهاء الآجال القانونية لإيداع القوائم النهائية وضبط ترتيب المترشحين مخاضا عسيرا وضغطا كبيرا بعد أن تسربت أسماء متصدري القوائم التي أسقطت بعض القيادات في وقت كانت قيادة الحزب قد شرعت ليلة الجمعة إلى السبت في استدعاء متصدري القوائم في الجنوب، والجالية في فرنسا، واضطرت قيادة الحزب العتيد وعلى رأسهم جمال ولد عباس في ظل تصاعد الضغط وتواصل معركة تكسير العظام لتغيير أو ترسيم وتثبيت المترشحين الذين ظهرت أسماؤهم حسب مصادر مؤكدة إلى نقل لجنة "المونكادا" إلى نادي الصنوبر البحري الذي تم فيه إعداد اللمسات الأخيرة التي أسفرت عن سقوط أسماء ثقيلة كانت مدرجة ضمن القوائم، إلى جانب بعض نواب الجالية الذين أسقطوا في اللحظات الأخيرة من القوائم، فيما أدخلت القوائم النهائية الحزب في دوامة لم يعهدها في الانتخابات السابقة. حيث تضاربت الأنباء والتسريبات مما جعل الحزب والمناضلين يعيشون ساعات من الضغط تحولت إلى سخط في بعض المحافظات بعد تسريب أسماء تم وضعها في مراتب متقدمة رغم أنها غير مرحب بها في الحزب، فيما أسقطت اللجنة "العليا" أسماء ثقيلة من السباق منهم عدد من أعضاء المكتب السياسي ورجال المال والأعمال، لكنها أعادت بعض الوزراء إلى صدارة في القوائم الانتخابية للأفلان رغم أن قيادة الحزب كانت بصدد تسليم القوائم الرسمية والنهائية إلا أن عملية التنقيح النهائية أخلطت الأوراق وقلبت مجريات الأمور، لكنها أبقت على عدد من رجال الأعمال في الصدارة، وظل التكتم والغموض يطبع قائمة العاصمة، فيما تضاربت الأنباء عن إدراج اسمي المستشار برئاسة الجمهورية عبد المالك بوغازي وكذا وزير الفلاحة عبد السلام شلغوم صدارة قائمة العاصمة رغم أنه سبق أن أكد جمال ولد عباس أن متصدر القائمة لا يعني بالضرورة أن يكون رئيس البرلمان. وأحدث التسريبات الخاصة بمتصدري القوائم التي وضعت عددا من رجال الأعمال في مراتب متقدمة هزة ارتدادية في الحزب وولدت غليانا على مستوى عدة محافظات، ما يوحي إلى أن الحزب سيشهد في الأيام الأخيرة معارك طاحنة على مستوى المحافظات، حيث شهدت ولاية وهران وتبسة أجواء مشحونة عشية الإعلان عن القوائم.