أعلن مستشفى ''هايدلبرج'' الألماني أمس، استعداده لاستقبال الرئيس المصري حسني مبارك مجددا كمريض حال مغادرته البلاد، نزولا عند مطالب المظاهرات التي تشهدها مصر منذ أكثر من 13 يوما. وقالت متحدثة باسم المستشفى الجامعي ''باستطاعة الرئيس المصري أن يأتي في أي وقت مثل أي مريض آخر''، وذلك في الوقت الذي أشارت صحيفة ''بيلد آم زونتاج'' الألمانية في عددها الصادر أمس إلى سيناريو محتمل يتحدث عن الإعلان عن حاجة الرئيس مبارك إلى ''إجراء فحوص طبية مطولة'' بالخارج الأمر الذي يكفل له خروجا ''كريما'' من السلطة. وسبق للرئيس المصري أن أجرى عملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية في مارس الماضي بمستشفى ''هايدلبرج''. وتحدثت العديد من التقارير في الفترة الأخيرة عن ''طبيعة'' مرضه وتدهور حالته الصحية وتأثير ذلك على منصبه كرئيس، حيث ذهبت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية إلى نشر وثائق طبية تثبت إصابة مبارك بسرطان المثانة. واعتبرت تلك التقارير أن الرئيس المصري لم يعد بإمكانه ممارسة صلاحياته بالشكل الذي كان عليه سابقا. وذكرت هنا كيف سلم سلطاته إلى رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف حينما خضع لجراحة مفاجئة بألمانيا وسط مناقشات ساخنة شغلت جميع الأوساط المصرية بشأن ملف التوريث، ومن سيخلف الرئيس مبارك على كرسي الرئاسة، بعد انتهاء فترة حكمه. وأثار ذلك المزيد من التكهنات بشأن ترشحه لفترة رئاسة سادسة، أو تتويج الحزب الوطني الحاكم لنجله جمال مبارك، وأي شخص آخر. من ناحية أخرى، لايزال الضغط الشعبي والدولي مستمرا على الرئيس المصري حسني مبارك الذي استقال نجله جمال من مواقعه في قيادة الحزب الوطني الحاكم وكل أعضاء هيئة مكتب الحزب. وربط محللون تمسك مبارك بالسلطة بأنه ما زال مطمئنا إلى ولاء الجيش له لكنهم أكدوا أن موقف القوات المسلحة يمكن أن يتغير مع التبدل السريع في موازين القوى على الساحة المصرية. وشهد ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس تواصل احتجاجات المتظاهرين الذي رفعوا لافتات تطالب برحيل النظام، إضافة إلى لافتات أخرى تبرز مطالبهم ''رحيل الرئيس المصري وحل مجلس الشعب وإقامة حكومة انتقالية''. وقالت الأممالمتحدة إن أكثر من 300 شخصا على الأقل قتلوا خلال الحركة الاحتجاجية الشعبية، بحسب حصيلة لم تؤكدها مصادر أخرى، بينما تحدثت وزارة الصحة المصرية عن سقوط خمسة آلاف جريح منذ 28 جانفي الماضي.