أطلقت "أيقونة" السينما الفرنسية والمدافعة الشرسة عن حقوق الحيوانات في العالم حملة كراهية ضد المسلمين عموما والجزائريين خصوصا. وفي هذا الإطار قالت "بريجيت باردو" في حوار لصحيفة "آكتيال فالور" الفرنسية، إنها لم تحارب ضد "الجزائر فرنسية حتى تقبل بفرنسا جزائرية"، في إشارة إلى حجم الرفض والكراهية التي تكنها للوجود الجزائري في فرنسا ممثلا في الجالية الجزائرية هناك، رغم ترددها في الإعلان عن دعم مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، مشيرة إلى أنها تحبها كثيرا، لكن في المقابل أعلنت النجمة الفرنسية المعروفة بعدائها للمسلمين، خصوصا حملاتها التي تشنها ضد شعيرة الأضحية، عن إعجابها الكبير بمرشح اليمين الوسط فرانسوا فيون. وقالت بريجيت باردو في الحوار الذي نشرته الصحيفة الفرنسية "القيم الحالية": "إنها ترفض رؤية الإسلاميين يقودون نساءهم بالبرقع في فرنسا، ليفعلوا بهم ما شاؤوا في بلدانهم، أما في فرنسا فلا يجب المس بالثقافة والهوية والقيم والأعراف". وجددت بريجيت باردو رفضها ما وصفته بجزأرة فرنسا، وهو موقف طبيعي بالنسبة لتيار اليمين في فرنسا سواء المتطرف الداعم لأفكار "مارين لوبان"، أو المؤيد لسياسة اليمين الوسط الذي يحاول كسب طرفين من تيارات الرأي والسياسة في فرنسا. ولم تخرج الممثلة بريجيت باردو عن مسار المواقف العدائية ضد المسلمين عموما، والجزائريين خصوصا، بشيطنة تواجدهم في فرنسا، رغم أن هذا التواجد جاء لاعتبارات تاريخية لن تقوى بريجيت باردو على مواجهتها بحججها الضعيفة، بل يتطلب الأمر اعترافا فرنسيا علنيا وواضحا بحجم الجرائم التي ارتكبتها في الجزائر والاستغلال البشع لأزيد من قرن لخيرات وثروات الجزائر والجزائريين، عبر عقود من العبودية، فاقت استغلال الحيوانات التي تدافع عنها النجمة الفرنسية. ومن الواضح جدا أن تصريحات بريجيت باردو العنصرية ضد الجزائريين على وجه الخصوص جاءت متناغمة مع الحملة التي يقودها تيار فرنسي بالتوازي مع حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تنطلق وسط نقاش واسع النطاق بشأن الاعتراف الفرنسي بالجرائم المرتكبة في الجزائر. وهي القنبلة التي فجرها المرشح الفرنسي للانتخابات الرئاسية إيمانويل ماكرون أثناء الزيارة التي قادته إلى الجزائر الشهر الماضي، وخلفت جدلا واسعا في البلدين، بل وأحرجت الطبقة السياسية التقليدية في فرنسا التي تتفادى النقاش الصريح في هذا الملف أمام مختلف تيارات الرأي العام في باريس التي تسعى دوما للتغطية على تلك الحقبة الاستعمارية السوداء المتسمة ببشاعة الجرائم المرتكبة طيلة التواجد الاستعماري الفرنسي. وتتزامن هذه التصريحات أيضا والجزائريون يحيون ذكرى عيد النصر في التاسع عشر مارس من كل عام، وهي المناسبة التي أعلن فيها وقف إطلاق النار عام 1962 تمهيدا للاستفتاء على الاستقلال.