لوبان تتطاول على الجزائر وتؤكد وقوفها ضد أي تقارب بين البلدين أكدت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان، وقوفها في وجه أي تقارب بين الجزائروفرنسا، وربطت أي علاقات طبيعية بين البلدين بتخلي الجزائر عن مطالبة بلادها بتقديم اعتراف رسمي وصريح عن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار في حق ملايين الجزائريين، كما حذرت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من تقديم ما أسمته "مزيد من التنازلات للجزائريين" ووصفت اعترافه الأخير بمجازر 17 أكتوبر بأنه "وضع الركبة على الأرض" رضوخا للجزائر. انتقدت مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية، ما أسمته "رضوخ الرئيس الفرنسي هولاند للجزائر ووضع ركبته على الأرض أمامها"، وحذرته من أي تنازلات يقدمها خلال الزيارة التي سيقوم بها إلى الجزائر الشهر القادم والتي تتعلق بملف الذاكرة، وأعلنت مارين لوبان خلال استضافتها في حصة تلفزيونية على قناة "بي أف أم" أنها ستقف ضد أي تقارب جزائري-فرنسي وستعمل ضده. زعيمة اليمين المتطرف التي لم تخف في عدة مناسبات تمجيدها للماضي الأسود لجنرالات الجيش الفرنسي في الجزائر، قال بان مطالبة الجزائر من فرنسا الرسمية بتقديم اعتراف صريح عن جرائمها المرتكبة في حق ملايين الجزائريين تقضى على أي مصالحة بين البلدين، وأكثر من ذلك، ربطت زعيمة "الجبهة الوطنية" أي تقارب بين البلدين بنسيان الجزائريين للحقبة الاستعمارية ومحو المجازر وعمليات القتل والتهجير الجماعي من ذاكرتهم وكتبهم التاريخية. وفي محاولة لاستمالة أصوات اليمين تحسبا للمواعيد الانتخابية المقبلة، راحت لوبان "تنفث" سمها لدفع العلاقات بين البلدين نحو مزيد من التأزم، مشهرة عدائها للجزائر والجزائريين، ووصل الأمر إلى حد التطاول على رئيس الجمهورية، وقالت بان الرئيس بوتفليقة "يهين الفرنسيين في خطاباته"، وقالت أن المطالب التي يرفعها بوتفليقة تقضي على أية جهود أو مصالحة ممكنة. ولم تكتف لوبان بالتطاول على الجزائر، بل راحت تدافع عن وزير الدفاع في حكومة ساركوزي، وحركته البذيئة تجاه الجزائريين، وقالت أنها "شعرت بالسعادة والفخر عندما شاهدت تلك الحركة التي قام بها جيرارد لونغي"، واستطردت قائلة "" لقد أسعدتني كثيرا الحركة التي قام بها لونغي .. أخيرا قليل من الصراحة والعفوية في الحياة السياسية"، وتضيف المتحدثة " لقد قلت في قرارة نفسي هناك بعض المسؤولين السياسيين خارج الجبهة الوطنية لديهم الوقت والشجاعة للتعبير عن آرائهم حتى وان كان لونغي لا يعلم أن الحصة لا زالت قيد البث." تصريحات لوبان المعادية للجزائر هذه، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقبل هذا التصريح بأيام قليلة، تهكمت، زعيمة اليمين المتطرف من اعتراف فرانسوا هولاند بمجازر 17 أكتوبر المرتكبة ضد الجزائريين المطالبين باستقلالهم بباريس، معتبرة تلك المجازر بالخدعة أو الكذبة، وذهبت رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان أبعد من ذلك حينما وصفت ما قام به هولاند بالخيانة التاريخية لذاكرة فرنسا ولكل من ساعدها من "الجزائريين الحركى ". وتعكس هذه التصريحات مجددا، الانحطاط السياسي والانحدار الأخلاقي الذي وصلته الطبقة السياسية في فرنسا، وخاصة اليمين بشقيه المتطرف والمعتدل، والذي أصبح شغلهم الشاغل هو الجزائر لإخفاء الفشل والنكسة التي حصدوها خلال الرئاسيات الفرنسية الأخيرة، والتي منحت الفوز للاشتراكيين، في لعبة خبيثة يحاول من خلالها اليمين الفرنسي جر الجزائريين إلى صراعات تافهة لا جدوى منها، فالجزائر التي انتزعت الاستقلال بقوة السلاح لن تنتظر لا شهادة من لوبان ولا من أمثالها الغارقين في حلم "الجزائر الفرنسية" الذي تحول إلى كابوس لمارين لوبان وإخوتها.