بناء يسخّر مسكنه لنشر معتقدات وطقوس "الفكر الأحمدي" كشفت محكامة مثيرة شهد أطوارها مجلس قضاء سيدي بلعباس حقائق جديد حول ما بات يعرف بقضية الطائفة الأحمدية في الجزائر. المحاكمة التي التمس فيها ممثل الحق العام لدى محكمة تلاغ التابعة لمجلس قضاء سيدي بلعباس، عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا ضد تسعة أفراد من أتباع الأحمدية يقودهم زعيم الطائفة ببلدية الضاية جنوب عاصمة الولاية، لتورطهم في ارتكاب عدة تهم ثقيلة أهمها تهديد المرجعية الدينية وحمل طقوس مخالفة للدين الإسلامي وحيازة كتب بمختلف العناوين المحظورة بالجزائر تم استيرادها من بريطانيا ومنشورات تمجد وتدعو إلى اتباع الفكر القادياني تحت إمرة الزعيم الروحي للجماعة الأحمدية ميريزا غلام أحمد القادياني، كما تم حجز مطويات صغيرة تؤكد نبوة "ميريزا" ودعوة الشباب إلى الإيمان بهذا المسيح الموعود أو المهدي المنتظر. وحسب المعطيات القضائية، فإن الطائفة القاديانية التي زحفت على سيدي بلعباس، كانت لها علاقة وروابط مع شخص مغربي، بناء على اعترافات قدمها أحد الموقوفين "ب.ت" 29 سنة الذي كان في تواصل مع المغربي على الشبكة العنكبوتية التي تضمن اتصالات بين الأحمديين سواء على الفايسبوك أو على البلتوك أو على المواقع والقناة الهندية "مقبل الرسول". ومن هناك تصدر الأوامر بما يجب أن يقوموا به، وتأكد أن المغربي تربطه علاقة بإمام في بريطانيا أحد المقربين من الزعيم الروحي إلى الأحمدية، وكلف بتوسيع رقعة النشاط الأحمدي في المغرب العربي. وبينت المعلومات أن أفراد الشبكة المفككة في الضاية مستوياتهم العلمية تتفاوت بين الثالثة ثانوي والتاسعة أساسي وأن زعيم الشبكة الموصوف بالقائد المحلي له مستوى ابتدائي ويشتغل "بناء" يبلغ 47 عاما، كانت تجمعه لقاءات سرية داخل مسكنه لتجميع أتباع القاديانية من مختلف مناطق الغرب لشرح توجيهات قادة وطنيين تم توقيفهم مؤخرا أبرزهم زعيم الجماعة في وهران "ن ت« المحكوم عليه بعامين حبسا نافذا. وأثبتت الأبحاث أن الجماعة كانت تقيم صلاة الجمعة بمسكن "البناء" وفق طقوس غريبة عن المرجعية الدينية في الجزائر. وكانت مصالح الأمن عرضت جميع الكتب والمنشورات المحجوزة، على المجلس العلمي الذي أكد أن عناوين هذه الكتب تدعو حقيقة للالتحاق بالطائفة الأحمدية ومحظورة من التداول بالجزائر لما تشكله من خطر على الدين الإسلامي من خلال دعوتها إلى الكفر الصريح وعدم الاعتراف بخاتم الأنبياء. واعتبر قاضي الجلسة أن الطائفة المفككة حركة تخريبية ضد الإسلام، وتشكل خطرا عقديا وفكريا على الأمة عموما والوطن خصوصا، لمخالفتها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وإلا كيف نفسر يقول الجدوى من تدنيس المصحف الشريف وإقامة طقوس تعبد خارج المرجعية الإسلامية المعتدلة. مع العلم أن مديرية الشؤون الدينية والأوقاف تأسست طرفا مدنيا في قضية الحال. كما دخل المجلس العلمي في محاورة شخصين غير موقوفين كانا ندما على ما وقعا فيه قبل تفكيك الشبكة لمعرفة المزيد من طبيعة المناظرات التي كانت تدار بين الأتباع وقياداتهم والظروف التي دفعت هؤلاء الموقوفين التسعة إلى الالتحاق بالأحمدية وطبيعة الاتصالات التي كانت تربط قائدهم بجهات خارجية.