قال مسؤولون أمريكيون إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يعتزم عدم حضور اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) يومي الخامس والسادس من إبريل، وسيتوجه إلى روسيا في وقت لاحق من ذلك الشهر، في خطوة ربما يعتبرها الحلفاء أنها تقديم لمخاوف روسيا على مخاوفهم. وأضاف 4 مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن تيلرسون يعتزم الغياب عما كان سيكون أول لقاء له في بروكسل مع أعضاء حلف الأطلسي ال28، من أجل حضور المحادثات المتوقعة بين الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ في منتجع مار-إيه-لاجو الذي يملكه ترامب في فلوريدا. وقال مسؤولان أمريكيان سابقان إن قراري عدم حضور اجتماع حلف الأطلسي وزيارة موسكو، يهددان بتأكيد تصور بأن ترامب ربما يقدم تعاملات بلاده مع القوى الكبرى على تعاملاتها مع الدول الأصغر التي تعتمد على واشنطن في أمنها. وكثيرا ما أشاد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وعمل تيلرسون مع الحكومة الروسية لسنوات كمسؤول تنفيذي كبير في شركة إكسون موبيل، وشكك في حكمة العقوبات ضد روسيا التي قال إنها ستضر الشركات الأمريكية. ولم يصدر تعليق فوري عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، بشأن ما إذا كان تيلرسون سيغيب عن اجتماع حلف الأطلسي أو بخصوص زيارة روسيا. وقال المسؤولان الأمريكيان إن تيلرسون يعتزم زيارة موسكو في 12 إبريل/نيسان. وقال مسؤول أمريكي سابق تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "إنه يغذي الرأي القائل إن إدارة ترامب تغازل روسيا نوعا ما"، وتابع: "لست في حاجة لأن تبدأ أولى تعاملاتك مع أكبر الحكام المستبدين في العالم.. أنت بحاجة لأن تبدأ مع الديمقراطيات الكبيرة وحلف الأطلسي هو الأداة الأمنية لمجموعة من الديمقراطيات الكبيرة عبر الأطلسي". وأي زيارة من جانب مسؤول كبير من إدارة ترامب لروسيا ستخضع لتدقيق شديد بعدما أكد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي)، يوم الإثنين، علانية أن وكالته تحقق فيما إذا كان هناك أي تواطؤ بين الحكومة الروسية وحملة الانتخابات الرئاسية لترامب في 2016. وكان ترامب قد أثار بالفعل عداء وقلق الحلفاء في "الناتو" بالإشارة إلى أن التحالف الأمني الغربي "عفا عليه الزمن" وبالضغط على أعضاء آخرين للوفاء بالتزاماتهم بإنفاق ما لا يقل عن 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع. وأغضب ترامب، الأسبوع الماضي، المسؤولين البريطانيين بتجاهله تقريرا إعلاميا، نفته بريطانيا بشدة، يفيد بأن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تنصتت على هواتفه خلال السباق إلى البيت الأبيض في 2016 بمساعدة وكالة المخابرات البريطانية. وذكر دبلوماسي سابق بحلف الأطلسي أنه ود لو كانت هناك طريقة لكي يحضر تيلرسون الاجتماعين عن طريق وسائل منها تغيير موعد محادثات حلف الأطلسي. وقال الدبلوماسي السابق، الذي تحدث أيضا شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه من الضروري تشكيل جبهة موحدة تجاه موسكو. وأضاف المسؤول: "بالنظر إلى التحدي الذي تمثله روسيا فمن المهم، ليس فقط للولايات المتحدة وإنما لأوروبا، أن نشارك على أساس جبهة موحدة إذا كان ذلك ممكنا".