لا يزال المعتصمون المناهضون للرئيس حسني مبارك لليوم الخامس عشر على التوالي، يحتلون ميدان التحرير مطالبين برحيله· وفي تطور ملحوظ وغير مسبوق، خرج المتظاهرون أمس في أضخم مسيرة مليونية على الإطلاق منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس المصري· وانطلق مئات الآلاف من المحتجين في ميدان التحرير بينهم نحو 50 ألف من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات نحو مجلسي الوزراء والشعب في شارع القصر العيني المؤدي للميدان، مخترقين الحواجز العسكرية الضخمة التي تفصل بين الشارع والميدان· وحاصر المحتجون في المظاهرة المليونية التي دعوا إليها تحت اسم ''الثلاثاء العظيم''، مجلسي الوزراء والشعب من ناحية شارع القصر العيني، وهتفوا حين وصلوا أمام مبنى البرلمان ''باطل·· باطل'' في إشارة إلى أحكام القضاء ببطلان عضوية معظم نوابه لتزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة· وحاولوا اقتحام المبنى المحاط بقوات الجيش ومدرعاته في مشهد مهيب أثاروا فيه حماس جميع المتظاهرين، ومرددين شعار ''الشعب خلاص أسقط النظام''، في إشارة إلى نجاح الثورة في انهيار النظام، بدلا من الشعار المعتاد منذ يوم 25 جانفي ''الشعب يريد إسقاط النظام''· وتقدم مظاهرة أعضاء هيئة التدريس وزير النقل السابق في عهد مبارك، عصام شرف، بين عامي 2004 و.2005 كما كان لافتا بدء تشكيل قيادة للمحتجين من شباب لا ينتمون إلى أحزاب وتختلف مطالبهم عن مطالب الأحزاب التي بدأ نائب الرئيس بالحوار معها·من ناحية أخرى، قالت شخصيات مصرية معارضة إنه لم يتحقق الكثير خلال الحوار مع الحكومة، فيما أكدت جماعة الإخوان المسلمين، وهي أكثر جماعات المعارضة تنظيما، إنها قد تنسحب من المحادثات التي بدأت مع الحكومة إذا لم يتم الوفاء بمطالب المحتجين ومنها التنحي الفوري لمبارك، غير أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إن المحادثات الجارية لحل الأزمة في مصر تحرز تقدما وقال أوباما للصحفيين في واشنطن ''من الواضح أنه يجب أن تتفاوض مصر بشأن طريق للمضي قدما وهم يحققون تقدما''· ودعت الولاياتالمتحدة التي تتبنى نهجا حذرا تجاه الأزمة كل الأطراف إلى إمهال الوقت ''لفترة انتقالية منظمة'' من أجل نظام سياسي جديد في مصر الحليف الاستراتيجي لعقود· ولكن المتظاهرين يشعرون بالقلق من أن يحل محل مبارك بعد رحيله حاكم مستبد آخر وألا تتحقق الديمقراطية التي يأملون بها· ورفض كثير من الشبان في ميدان التحرير الحوار السياسي الذي يجري· وتدعو المعارضة إلى إعادة كتابة الدستور من أجل السماح بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة ووضع حد لفترة تولي الرئاسة وحل البرلمان وإطلاق سراح السجناء السياسيين وإلغاء قانون الطوارئ