تشهد مدينة تلمسان هذه الأيام حركة مميزة على مستوى شوارعها التي اكتست حلة جميلة تزامنا مع العرس الثقافي الذي تحتضنه خلال أيام، فالعديد من الأحياء الرئيسية بها والساحات العمومية والمساحات الخضراء مستها عمليات تهيئة وتزيين للمحيط الخارجي، إضافة إلى إعادة تأهيل المعالم السياحية التي ستسمح ل''عاصمة الزيانيين'' باستعادة بهائها، وجعلها في مستوى هذا الحدث الثقافي الكبير المقرر انطلاقه في ال 15 من الشهر الجاري تزامنا مع إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف· وفي هذا الإطارتم إعادة الاعتبار لنافورات المدينة التي من شأنها أن تضفي جمالا خارجيا على هذه المواقع وتعطيها ''ديكورا ساحرا'' على غرار تلك المتواجدة بأحياء ''إمامة'' و''سيدي شاكر'' و''الحرطون''، والتي أشرفت عليها مؤسسات متخصصة· أما فيما يتعلق بالساحات العمومية التي تتوسط الشوارع والطرقات؛ فقد عرفت هي الأخرى أشغال تهيئة وتجميل بعد أن تم تبليط أرصفتها وتعبيد طرقاتها لتكون ''عاصمة الثقافة الإسلامية'' جاهزة لاستقبال ضيوفها·من ناحية أخرى، رصد غلاف مالي قدره مليار دينار لترميم وإعادة الاعتبار للمعالم الأثرية الهامة التي تزخر بها مدينة تلمسان مثل المجمع الديني ل''سيدي بومدين'' والمدرسة الخلدونية وقبتها المتميزة بزخرفتها الفنية الرائعة و''باب القرمادين'' و''حمام الصباغين'' والجامع الكبير ومنارة ''المنصورة''، إضافة إلى إعادة تشكيل هيكل للقصر الملكي الواقع بقلعة ''المشور'' العتيق والذي يعود تاريخه إلى عهد ''الزيانيين''· وتوشك مختلف الأشغال على الاكتمال· كما عرف حوالي 12 مسجدا عتيقا على مستوى مختلف أحياء تلمسان ترميمات نوعية، وذلك بإشراف من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بميزانية فاقت ال 330 مليون دينار على غرار الجامع الكبير ومسجدي ''زهرة'' و''الخميس'' العتيقين ببلدية ''بني سنوس''، إلى جانب مسجد ''سيدي منديل· وبخصوص أهم المشاريع الجديدة التي تدعمت بها المدينة ترقبا للحدث، نذكر ''قصر الثقافة'' الذي يتربع على مساحة إجمالية تقدر بحوالي هكتار، مما سيمكنه من احتضان العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، إلى جانب ''معهد الدراسات الأندلسية'' الذي خصص لإقامة النشاطات المتعلقة بالتراث الأندلسي من موسيقى وأدب وفلسفة وهندسة معمارية· ويضاف إلى هذين المرفقين الهامين، عدة منشآت أخرى منها مسرح في الهواء الطلق وجناحان للمعارض ومكتبة جهوية ومتحفان· وستستفيد الولاية من مركز ثقافي إسلامي بناحية ''إيمامة'' ببلدية ''المنصورة'' مجهز بمختلف التقنيات الحديثة، إضافة إلى مشروع آخر خاص بإنجاز مدرسة قرآنية لتعليم أصول الدين ومختلف العلوم الخاصة بالقرآن الكريم وطرق تلاوته وتجويده