رفضت وزيرة الثقافة خليدة تومي في ندوة صحفية عقدتها أمس بالعاصمة، الاستجابة لدعوات تأجيل ''تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية'' إلى وقت لاحق نظرا لحالة التشنج الحاصلة في أغلب البلدان العربية، مؤكدة أن الافتتاح الرسمي سيكون في ال16 أفريل القادم المصادف ل''يوم العلم''، وذلك بصرف النظر عن أية اعتبارات أخرى، بينما حدد ال15 فيفري الجاري، لتنظيم حفل الافتتاح الشعبي تزامنا مع ذكرى المولد النبوي الشريف ''لن أشل قطاعي من أجل تونس ومصر·· هم إخوتي ولكني أثق فيهم ثقة عمياء وأتمنى أن يسوى الوضع الأمني لكليهما، ويكونا ضمن قائمة الدول المشاركة في التظاهرة·· وتأكدوا أنه ليس هناك وزير في العالم يتمنى الخير لهذين البلدين مثلي''، كما جاء على لسانها· وأوضحت وزيرة الثقافة ورئيسة اللجنة التنفيذية لتظاهرة تلمسان أن 29 دولة من مجموعة الدول الأعضاء في منظمة ''الأسيسكو'' أكدت مشاركتها إلى جانب 12 دولة ليست عضوة في المنظمة على غرار الهند وإسبانيا والبرتغال والولايات المتحدة، وهي المشاركة التي اعتبرتها تومي؛ مهمة لإثراء حوار الحضارات والثقافات الإسلامية والعربية وحتى الأجنبية ''تظاهرة تلمسان ليست للدول الإسلامية فقط·· فنحن نؤمن بالتعايش السلمي وحوار الحضارات والثقافات''· وفي سياق حديثها عن البرنامج، رفضت وزيرة الثقافة الكشف عن ميزانية ''عاصمة الثقافة الإسلامية''، مؤكدة أنها شريكة في ميزانية وليست صاحبتها فقط ''أنا شريكة مع وزارات الشؤون الدينية والسياحة والخارجية·· ولا أملك إلا حصة، ويكفي أن تعلموا أنها غير كافية حتى لو تم مضاعفتها، فإنها تبقى كذلك ولا تسألوني عنها حتى لا أتهم بالتبذير وتبديد الأموال العامة''· كما دافعت تومي بشدة عن قطاعها ضد كل محاولات التقليل من أهميته ''لن أترك أحدا يقلل من الثقافة في الجزائر أو يتهمها بتبذير الأموال العامة''، مؤكدة أنها ليست مبذرة وثقافة الأدب والفن أهم من ثقافة البطون، ولو كان هم الجزائريين الأكل والشرب لما كان الاستعمار الفرنسي قد غادر الجزائر، على حد تعبيرها·عشرات الملتقيات·· والكتاب في الصدارةمن ناحية أخرى، ستفتتح تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية'' بحفل شعبي كبير تجوب فيه فرق ''فلكلورية'' شوارع المدينة، بينما ينطلق الافتتاح الرسمي بحفل فني صمم وفق مقاييس عالمية، ويتخلل نشاطات التظاهرة عقد مؤتمر وزراء الثقافة للدول الإسلامية في الثلاثي الثالث من السنة الجارية· ويتوزع برنامج الاحتفالية على عدة محاور يأتي في مقدمتها مشاريع ترميم التراث الثقافي المادي لمدينة تلمسان، حيث تتضمن إعادة تهيئة التراث الثقافي المادي وفق النسيج العمراني ل''عاصمة الزيانيين''، ويشمل ذلك المباني العتيقة وجزء من أسوار المدينة والأحياء الشعبية ''المساجد الصغيرة والحمامات والأفران والأضرحة والمدارس القرآنية''· ويتكون برنامج التهيئة من 99 مشروعا وموقعا موزعا على مستوى المدينة القديمة ومعظم البلدات التي تحمل معالم أثرية· وأشارت تومي إلى أن هذه المشاريع التي يشرف عليها 23 مكتب دراسات و50 مؤسسة جزائرية، سيسلم بعضها خلال التظاهرة والآخر بعدها·وتتضمن تظاهرة تلمسان أيضا، تنظيم العديد من الندوات العلمية والفكرية تتناول تاريخ المدينة وخصوصياتها الحضارية، ينشطها 34 مشاركا بين باحثين وأساتذة وكتاب ونقاد· وتتناول هذه الندوات بالأساس ''تاريخ حاضرة تلمسان ومنطقتها'' و''الشعر النسوي بتلمسان'' و''الإسلام في المغرب العربي ودور تلمسان في انتشاره'' و''مفكرو وأعلام تلمسان''، بالإضافة إلى ندوة حول أعمال الكاتب محمد ديب و''الشعر والموسيقى الأندلسية'' و''المهارات القديمة بتلمسان''، إلى جانب ندوات تاريخية من بينها ''تلمسان·· أرض ملاذ بعد سقوط الأندلس'' و''تلمسان·· المقاومة وثورة التحرير الوطنية'' و''الأمير عبد القادر وتلمسان''·مهرجانات بمشاركة 1000 فنان وفي السياق ذاته، تتضمن التظاهرة تنظيم سبع مهرجانات متنوعة مخصصة للرقص الشعبي وموسيقى الديوان والموسيقى الأندلسية والمنمنمات والزخرفة، وموسيقى ''السماع الصوفي''، ومهرجان دولي للإنشاد، وآخر لموسيقى ''الحوزي''، بالإضافة إلى تسعة معارض حول المخطوطات الإسلامية و''العصر الذهبي للعلوم'' و''فن العمارة وتاريخ المواقع والمعالم في تلمسان'' و''على خطى المرابطين والموحدين والأندلسيين'' و''التبادل الفكري والعلمي بين تلمسان وبجاية، ومعرض حول قلعة بني حماد وآخر مخصص للتراث الثقافي غير المادي في البلدان الإسلامية·من ناحية أخرى، يحظى الكتاب باهتمام كبير من خلال نشر حوالي 365 عنوانا يتم التركيز فيها على التاريخ والتراث المادي واللامادي لتلمسان، وإبراز الأدوار التي لعبتها المدينة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والروحية والفنية· كما سيتم نشر كل كتب شخصيات وأعلام المدينة، بالإضافة إلى تنظيم معرض للكتب يتضمن المنشورات التي أنجزت في إطار التظاهرة والمخطوطات والكتب القديمة· وبالنسبة لبرنامج المسرح، فتم اختيار 19 مسرحية، من بينها 14 جديدة، أنجزها المسرح الوطني والمسارح الجهوية، بالإضافة إلى إعادة عرض مسرحيات لكبار الكتاب تكريما لهم على غرار ''الأجواد'' لعبد القادر علولة و''ديوان القراقوز'' لولد عبد الرحمن كاكي و''الشهداء يعودون هذا الأسبوع'' للطاهر وطار· أما عن البرنامج السينمائي فينتظر إنجاز 35 مشروع فيلم وثائقي وخيالي حول تاريخ وتراث وثقافة تلمسان، إلى جانب تنظيم ''بانوراما الأفلام الوثائقية'' في شكل مهرجان تنافسي يجمع الأعمال المنجزة في إطار التظاهرة، إضافة إلى أيام سينمائية للدول المشاركة·ويتضمن برنامج ''عاصمة الثقافة الإسلامية'' من جانب آخر، تنظيم أسابيع ثقافية وطنية وأيام ثقافية أجنبية، حيث تم دعوة جميع الدول الأعضاء في منظمة ''الأسيسكو'' لتقديم برامج من اختيارهم، إلى جانب دول أخرى مثل إسبانيا وإيطاليا والصين وبريطانيا وبولندا وروسيا والهند وكوبا وبلدان أخرى·