تنطلق يوم السبت معركة كسر العظام رسميا بين 60 تشكيلة سياسية مشاركة في الانتخابات التشريعية، حيث يخرج اليوم رؤساء الأحزاب والمترشحون الأحرار لاستعراض عضلاتهم ومواجهة قواعدهم على اختلاف برامجهم وشعاراتهم ، والكل له مقصد واحد هو حصد أكبر حصة من مقاعد البرلمان. وفيما فضلت الأحزاب الكبيرة جعل العاصمة آخر محطاتها في الحملة الانتخابية على غرار الأفلان والأرندي اللذين اختارا الجهة الشرقية لإطلاق الحملة الانتخابية، فضلت الأحزاب الإسلامية المتحالفة انطلاقتها من العاصمة. سوسوبانس المواجهة يضع رؤساء الأحزاب أمام تحدي لغة الخطاب والمظهر تبدأ غدا الحملة الانتخابية رسميا بعد منح الضوء الأخضر لمختلف الأحزاب السياسية المشاركة في انتخابات 4 ماي، لتلقي بدلوها في التجمعات الشعبية بداية من 9 أفريل وعلى مدار 21 يوما ترتفع فيه درجة حمى تحركات الطبقة السياسية يمينا وشمالا أملا منها في الظفر بمقعد متقدم يمكنها من الحصول على حصة الأسد من كعكة المقاعد البرلمانية، حيث ستكون نقطة الانطلاقة هامة في أجندة الأحزاب وستكون بمثابة الجرعة الأولى في حملة التلقيح المدعم ببرامج الأحزاب، وستضع المواجهة الأولى رؤساء الأحزاب أمام تحديات ورهانات دقيقة، فالموعد الأول لا يمكن أن يتم بمعزل عن الهيئة والكوستيم الذي سيظهر به رئيس الحزب بعيدا عن البرنامج والخطاب المسوق، وكلها تفاصيل سيحرص رؤساء الأحزاب والمترشحون على اختيارها بدقة. الأفلان والأرندي وجها لوجه في الشرق الجزائري، وبن يونس يراوغ من الغرب فيما فضلت الأحزاب الموالية أن تخرج في أول يوم لها عبر مختلف ولايات الوطن، اختار الحزب العتيد الشرق الجزائري لإعادة حشد شعبيته بعد نكسة التشريعيات السابقة، وتحديدا ولاية خنشلة كأولى محطاته في الحملة الانتخابية، غير بعيد عن منافسه الأرندي الذي فضل إعطاء إشار انطلاق حملة حزبه يوم غد الأحد ولاية الطارف وڤالمة حسب ما أكده الناطق الرسمي للحزب ومتصدر قائمة العاصمة صديق شهاب في اتصال هاتفي حيث قال: ستكون انطلاقة "الأرندي" من ولاية الطارف بتجمع شعبي ينشطه الأمين العام أحمد أويحيى لشرح برنامج الحزب. أما زعيم الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، فقد اختار الغرب الجزائري حيث يستهل حملة حزبه من ولاية مستغانم. الإسلاميون يجسون النبض من العاصمة وحنون تغازل الجنوب الجزائري وفيما فضلت الأحزاب الموالية أن تنطلق من خارج العاصمة ركزت الأحزاب الإسلامية بوصلتها عكس هذا التوجه واختاروا شحن بطارياتهم من العاصمة كأولى محطاتهم عشية انطلاق الحملة الانتخابية حيث سيعرض تحالف حركة حمس برنامجه البديل اليوم في ندوة إعلامية عشية انطلاق الحملة الانتخابية والذي يضم رؤية الحزب السياسية، الاقتصادية، وبرامجه القطاعية، بحضور خبراء ومختصين وإعلاميين بالمقر الوطني للحركة، فيما سينشط أيضا تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء بدوره تجمعا شعبيا بالعاصمة، وتيبازة على أن يكون له أول تجمع يوم الاثنين بولاية الأغواط. أما حزب الحرية والعدالة فهو الآخر سيستهل حملته من العاصمة عبر تنظيم حفل بالقاعة الرياضية حسن حرشة، يؤدي خلاله متصدرو القوائم مع المترشحات اللائي يحتلن المرتبة الأولى نساء القسم أمام رئيس الحزب محمد السعيد، وسبق للحزب أن نظم حفلا مماثلا في تشريعات 2012، علما أن الحزب سيشارك رسميا في 20 ولاية. أما زعيمة حزب العمال لويزة حنون فجنحت نحو الجهة الجنوبية، واتجهت إلى ولاية أدرار وتيميمون في حملة إقناع مواطني المنطقة بالتصويت لحزبها، وتشجيعهم على التصويت في 4 ماي، على أن تنزل بالعاصمة يوم الثلاثاء القادم. الأفافاس يكسب أول رهان في مركب بوضياف، وتاج يطير إلى باريس مع بداية الحملة بعيدا عن الولايات المختارة فإن رهان القاعات هو الآخر سيلعب ورقة رابحة لدى الأحزاب التي ستتنافس على كبرى القاعات لتنظيم تجمعات كبيرة. وفي هذا السياق نجحت جبهة القوى الاشتراكية "الأفافاس" في أن تحظى بتدشين أول تجمع شعبي بالقاعة البيضاوية محمد بوضياف بالعاصمة حسب برنامج القرعة التي أجرتها هيئة دربال بخصوص تنظيم القاعات والتجمعات طيلة 22 يوما من عمر الحملة الانتخابية، وهي القاعة التي ستحتضن تجمع القائمة الحرة "الرفاه" في اليوم الثاني، والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون في اليوم الثالث، في حين ستكون من نصيب الأفلان في 16 أفريل، والتحالف من أجل النهضة والعدالة والبناء في 20 أفريل، وتحالف حركة مجتمع السلم، في 23 من الشهر نفسه. وفيما فضلت جل الأحزاب أن تمتحن شعبيتها من الداخل، قررت أحزاب أخرى على غرار تجمع أمل الجزائر أن تبدأ حملتها من الخارج وتحديدا من باريس ومرسلييا.