انحرفت أمس احتجاجات البطالين بولاية عنابة إلى أحداث شغب ومواجهات مع قوات التدخل السريع، خلفت حسب مصادر موثوقة 15 جريحا بينهم شرطيان تم تحويلهما إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد وسط المدينة بعد رشقهما بالحجارة من طرف الشباب الغاضب. وأمام الجموع الغفيرة من المحتجين اضطرت السلطات الولائية لتعزيز تواجد أعوان الأمن والحماية المدنية أمام المدخل الرئيسي للولاية. واندلعت الأحداث على الساعة العاشرة من صبيحة أمس بقدوم البطالين من 12 بلدية لحضور الاجتماع مع الوالي بمقر سينما الشباب، مثلما كان متفقا عليه لدراسة وطرح عروض العمل الخاصة بالمؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة، لكن تأخر ممثلي السلطات المحلية في المجيء أدى ببعض الشبان إلى الإقدام على عمليات سطو وتخريب بمقر القاعة وتم سرقة جميع محتوياتها من أجهزة الكترونية وحواسيب وغيرها من المستلزمات المكتبية، ليتجه الشباب البطال بعدها لتنظيم مسيرة احتجاجية وهددوا بتصعيد الوضع إذا لم يتم الوفاء بالوعود التي أطلقتها السلطات الولائية لمنحهم مناصب عمل، ثم سار المتظاهرون إلى غاية بلوغهم البوابة الرئيسية لمقر الولاية منددين بسياسة التجاهل الممارسة في حقهم، ليتدخل عناصر مكافحة الشغب الذين حاولوا تفريقهم وتهدئتهم قبل أن تتطور الأمور إلى مواجهات متفرقة، حيث جرح 13 شابا حسب ممثلي البطالين فيما أصيب شرطيان بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة رشقهم بحجارة، ما استدعى نقلهما على متن سيارة مدنية إلى مستشفى ابن رشد لتلقي الإسعافات، في الوقت الذي تم فيه منع أحد المحتجين من الإلقاء بنفسه من على سطح المبنى الولائي. وقد دعا البطالون إلى ضرورة فتح تحقيق في كيفية تسيير المال العام في المؤسسات العامة، مع توفير السكن ومنصب عمل لهم. وقد التقى بعدها ممثلون عن المحتجين مع والي عنابة الذي وعدهم بتوزيع حصة 6646 منصب عمل تم إحصاؤها بمختلف الصيغ على البطالين من 12 بلدية في شفافية تامة وإشراك ممثلي البطالين في لجان دراسة الملفات.