أوقفت أمس مصالح الأمن بولاية عنابة 53 متظاهرا واقتادتهم إلى مقر المصلحة الولائية للشرطة القضائية للتحقيق معهم حول ملابسات الاتساع المفاجئ لرقعة الاحتجاجات بالمواقع الساخنة بالأحياء والتجمعات السكانية، حيث صدر في حقهم مذكرات اعتقال في ساعة متأخرة من مساء أمس، فيما أحصت قوات مكافحة الشغب سقوط 38 جريحا في صفوفها تم تحويلهم إلى مصلحة الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي ''ابن رشد'' وسط المدينة. وقالت مصادر رسمية إن حالة 5 أعوان حرجة للغاية. كما سجلت المستشفيات والمراكز الطبية ببلديات عنابة، البوني، سيدي عمار وبرحال استقبال ما يزيد على 75 جريحا في أوساط المحتجين والمارة. وقد اقتحم المتظاهرون ومعظمهم من المراهقين والشباب عدة هيئات عمومية وعاثوا فيها فسادا. حيث تم حرق وتخريب مقرالشركة العمومية للتجهيزات الكهرومنزلية ومقر ''المؤسسة العامة لأشغال الري'' الكائنين بشارع إفريقيا بمحاذاة المديرية الولائية للحماية المدنية. وحسب مصدر محلي، فإن المحتجين قاموا بإفراغ قارورات من سائل البنزين وسط مبنى المؤسستين ثم قاموا بإضرام النيران، وبسرعة فائقة امتدت ألسنة اللهب لتشمل كل أركان المبنيين تقريبا، وقد تسبب الوضع في إتلاف بعض التجهيزات والملفات والوثائق الرسمية الموجودة، وقد استغل بعض الشباب الغاضب هذه الفوضى لنهب تجهيزات المعلوماتية والإعلام الآلي ورشق القوات النظامية التي تدخلت على الفور بالحجارة والزجاجات الحارقة. وقد اضطرت قوات مكافحة الشغب أمس لاستعمال الرصاص الحي عن طريق إطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء بشكل مكثف في مسعى لتفريق الغاضبين وإعادة الهدوء خاصة أمام مركز الأعمال المتوسطي الذي شهد حالة من الفوضى، حيث أقدم المتظاهرون على قطع كل الطرق المؤدية إلى وسط المدينة انطلاقا من هذا المركز عن طريق إضرام النيران في العجلات المطاطية وتكسير حوالي 50 سيارة. إلى ذلك صعّد المحتجون بأحياء ديدوش مراد، واد الذهب، برمة الغاز، 11 ديسمبر ,1960 سيدي إبراهيم و17 أكتوبر1960 من أحداث الشغب ومحاولة الاعتداء على مقرات الشرطة للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين، إذ تم رشق أعوان الأمن بواسطة الحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية بالقرب منها، زيادة على تحطيم سيارتين للشرطة من نوع مرسيدس وكتابة شعارات احتجاجية ضد غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار على العديد من المقرات العمومية والخاصة ثم انهال الغاضبون على العشرات من الأعمدة الكهربائية واللوحات الإشهارية ومواقف الحافلات. وفي ساعة متأخرة من مساء أمس اندلعت مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات مكافحة الشغب بحي عبد الحميد بن باديس المؤدي إلى المستشفى الجامعي ابن رشد وأسفرت المشادات عن تسجيل إصابات في صفوف الطرفين. وببلدية البوني انتقض المتظاهرون بقطع الطريق الوطني السريع رقم 44 الرابط بين ولايتي عنابة وقسنطينة في محوره على مستوى حي أول ماي وواد زياد بشكل تسبب في شلل كلي لحركة المرور، وأقدم المحتجون على رشق رجال الأمن الحاضرين لتطويق الاحتجاجات بالحجارة، فيما شهد المحور الرابط بين عنابة والحجار على مستوى الطريق الوطني رقم ,16 محاولات لغلق الطريق، بينما شهد مدخل بلدية برحال من ولاية سكيكدة قطع الطريق الوطني رقم 44 ما أدى إلى شلّ حركة المرور على مستوى الطريق المذكور ودفع بسالكي الطريق إلى العودة مجددا واتخاذ مسالك أخرى للتوجه نحو ولاية عنابة على غرار محول بلدية العلمة.