وجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رسالة تهنئة لنظيره الفرنسى المنتخب إيمانويل ماكرون بعد فوزه على اليمينية المتطرفة مارين لوبان بنسبة فاقت ال65%. وقال الرئيس بوتفليقة فى رسالته لماكرون "إن انتخاب هذا الأخير لرئاسة فرنسا كان عن جدارة واستحقاق، وهذا لصلابة عزيمته ولتبصر رؤيته وصدق تعهداته" وفق تعبير الرئيس. رئيس الجمهورية ومن خلال الرسالة التي بعثها لماكرون .. ذكّرَّ الرئيس الفرنسي الجديد بتعهداته بشان الاعتذار عن الاستعمار الفرنسي للجزائر، وإدانة المجازر التي قام بها المستعمر إبان تلك الفترة. وأشاد الرئيس بوتفليقة بموقف ماكرون حيال الاستعمار وطبيعته التي لا تغتفر. وتوقع الرئيس أن يكون لوصول ماكرون إلى قصر الإليزيه بدايةً لآفاقٍ جديدة فيما يخص العلاقات بين الجزائروفرنسا. رسالة الرئيس بوتفليقة لماكرون "لقد كان انتخابكم، عن جدارة واستحقاق، رئيسا للجمهورية الفرنسية تتويجا، بكل أحقية، لصلابة عزيمتكم ولتبصر رؤيتكم وصدق تعهداتكم .. والشعب الفرنسي الذي اختار فيكم رجل الدولة حسا ومعنى، الرجل القادر على تدبير شؤونه في هذا الظرف العصيب وقيادة مسيرته شطر المستقبل الأفضل الذي رسمتموه بقناعة غامرة، إنما أعلا، في ذات الوقت، وهو يختاركم مصيبا، كعب صديق للجزائر". "لما كنتم تضطلعون بتلك الوظائف الوزارية الهامة، كان لكم عطاء ذو بال في بناء شراكة استثنائية بين الجزائروفرنسا، التي تطلعنا، أنا وسلفكم المبرز، إلى جعلها مشروعا عظيما مشتركا لشعبينا، لم يخف على الجميع كل ما بذلتموه من إخلاص وإبداع في مسعى كنتم تعلمون أنه مسعى يدخل في نطاق التساوق مع التاريخ. ولقد نمت استباقاتكم ومبادراتكم عن عزمكم الجاد على العمل معنا من أجل تدارك ما ضاع من فرص في العلاقات الجزائرية الفرنسية، وذلك بفتح آفاق جديدة تعد بتقبل الذاكرة بحقيقة كل ما تنطوي عليه، وصداقة استوى نضجها، ومصالح متكافئة المنفعة، مع بقاء الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا والمواطنين الفرنسيين المتواجدين بالجزائر بمثابة عامل بشري نفيس يستدعي الاعتناء به والحفاظ عليه". "في سياق انطلاق مسيرتكم الباهرة صوب تحقيق غايتكم الوطنية السامية، أضافت إلى الرصيد المشترك بين بلدينا، موقفكم المبدئي المتميز بالإقدام السياسي والإخلاص الإنساني المنقطع النظير حيال الاستعمار وطبيعته التي لا تغتفر .. إن ذلكم الموقف الرائد الذي صدر منكم، يضعكم طبيعيا وشرعيا في الموقع المرموق، موقع الفاعل المقتنع والمقنع في عملية استكمال مصالحة حقيقية بين بلدينا في إطار احترام القيم الذاتية للشعوب التي يتحول تقاربها أثناء محن المواجهة إلى صحبة على نهج الأمل لا تضاهيها صحبة". "يسرني باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، أيما سرور أن أتوجه إليكم بتهانينا الحارة مشفوعة بخالص تمنياتي لكم بتمام التوفيق، الذي سيكون توفيق فرنسا الصديقة في الإشعاع الذي ينتظره منها المجتمع الدولي، بين الأمم التي تتطلع إلى سلم وازدهار يشملان أجيال الحاضر والمستقبل عبر العالم.