قالت وكالة "بلومبرغ" أن الأزمة بين السعودية و قطر بدأت منذ عام 1995، نتيجة نزاع طويل على الغاز الطبيعي المسال، بما أن الدوحة أكبر مصدر له في العالم. ووفقا ل"بلومبرغ"، فإن غضب المملكة من جارتها الصغيرة قطر بدأ بعد تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من أكبر خزان غاز في العالم و الذي يمثل 20% من احتياطي الغاز العالمي، و تتقاسمه قطر مع إيران. ولم يرق لبقية دول الخليج، خاصة السعودية، حسب تقرير الوكالة ، استقلال الدوحة المالي وتصديرها للغاز بعيدا عن جيرانها المنتجين للنفط في مجلس التعاون الخليجي، وهو ما أتاح لها الخروج من دائرة سيطرة الرياض. وبدلا من أن تبقى قطر امتدادا للسعودية، طورت علاقاتها مع قوى أخرى بما في ذلك إيران "منافس السعودية في المنطقة"، والولايات المتحدة ، ومؤخرا روسيا التي وافقت على صفقة شراء صندوق الثروة السيادي القطري العام الماضي لأسهم في شركة الطاقة "روس نفط" بقيمة 2.7 مليار دولار . هذا ما أغضب دول الخليج من سياسات الدوحة ونقلت "بلومبرغ" عن جيم كرين، الباحث في مجال الطاقة بمعهد بيكر في جامعة رايس في هيوستن بولاية تكساس، قوله: "كانت دولة قطر تابعة للسعودية، لكنها تطلعت إلى الحكم الذاتي والاستقلال عنها، لما تملكه من ثروات غازية، ما أتاح لها القيام بدور مستقل، إلا أن بقية دول المنطقة تبحث عن فرصة لقص أجنحة قطر". وبعد ازدياد الطلب على الغاز الطبيعي المسال لإنتاج الكهرباء والطاقة في دول الخليج، تعين عليها اللجوء إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال، بدلا من استخراجه، لصعوبة الأمر والتكلفة الباهظة للتنقيب عنه، وهذا صب في مصلحة قطر كونه يعتبر أقل تكلفة استخراج بالعالم. إلا أن الدوحة أغضبت جيرانها عندما استخدمت الغاز وإيراداته لدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وحماس في قطاع غزة والفصائل المسلحة التي تعارضها الإمارات أو السعودية في ليبيا وسوريا ، كما قدمت الدعم لشبكة الجزيرة التلفزيونية من أجل إحراج معظم حكومات الشرق الأوسط في أوقات مختلفة. وقال أكاديمي اقتصادي ل"بلومبرغ"، "إن الغاز ليس السبب المباشر للمواجهة الحالية ، ولكن أستغرب ما سبب عدم رغبة قطر في تزويد الدول المجاورة لها بالغاز.. ربما كان هناك توقع بأن تقوم قطر ببيع الغاز لجيرانها بسعر مخفض". واتهمت دول عربية، قطر بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار دول المنطقة، ما ترتب عليه قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية، وإيقاف حركة الملاحة الجوية في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة.