تشييع جثمان "حسام" وسط تهليلات وتكبيرات "الله أكبر" ومطالب بالقصاص" في جو مهيب وبحضور مئات المواطنين المعزين من نساء ورجال وأطفال قدموا من كل مكان، لمواساة العائلة في مصابها الجلل، تم عصر اليوم، تشييع جثمان الطفل حسام بمقبرة بواسماعيل، وسط تعزيزات أمنية وانتشار كبير لقوات الأمن، حيث رافق المشيعون الطفل حسام من منزله إلى غاية المسجد مهللين ومكبرين ومطالبين بالقصاص وإظهار الحقيقة. وصلنا في حدود الساعة الثالثة زوالا إلى منزل الطفل، أين وجدنا مئات المعزين ينتظرون وصول جثمان الطفل من مستشفى الدويرة بالعاصمة، التقينا في البداية بشقيق الطفل الذي لم يتمالك نفسه وهو يتلقى التعازي، وشقيقه الثاني أيضا الذي كان تحت الصدمة فيما استجمع شقيقهم الآخر قواه ليواجه الموقف. جميع الحاضرين لم يقتنعُ ولم يستوعبُ وفاة الصغير غرقا، فصهر العائلة أكد أن المواطنين بحثوا عشية العثور عليه جثة في ذلك المكان، ولم يكن موجودا. والدته هي الأخرى التي التقيناها بوجه شاحب وهي تحاول الصبر وتحتضن شقيق حسام الأصغر منه "عبد الجليل" صاحب الست سنوات، لم تستوعب كيف يكون ابنها قد وصل إلى وادي يفصل بينه وبين منزله طريق سريع الرابط بين بواسماعيل وشرشال، والشخص الكبير لم يستطيع أن يقطع تلك الطريق. وأكدت لنا والدة حسام قالة "قلبي يتقطع عشرات المرات، كنت أشاهد في التلفاز قضايا اختفاء وقتل الأطفال شيماء ونهال وغيرهم، وكنت أبكي حرقا، واليوم أنا أعيش نفس المسلسل"، وتضيف الأم بحرقة وبكاء شديد "أنا أطالب بالعثور على القاتل، لأن إبني مات مقتولا، وأن شخصا ما هو الذي قاده إلى ذلك المكان، ولن أطلب بسجنه، بل أطالب بإعدامه ولدي ثقة في السلطات"، مثنية على "جهود مصالح الأمن والجهات القضائية التي قضت الليالي في البحث ولم تدخّر أي جهد في البحث عن إبني".
أما جدة حسام الطاعنة في السن هي الأخرى بكت بحرقة على فراق حفيدها، وقالت أن "والدته ساعة قبل العثور عليه في حافة الوادي، كانت تدعوا الله أن يتم العثور عليه مهما كان الحال، وبعد ساعة نزل عليهم النبأ كالصاعقة قبل أن تفقد الأم وعيها". وتضيف والدته وهي تبكي "هذا ابني الأصغر ست سنوات، ينام ويستيقظ ويأكل ويشرب مع شقيقه حسام، لست أدري كيف سيكون حاله مستقبلا"، أما لويزة شقيقته التي تحصلت مؤخرا على شهادة التعليم الأساسي فكانت تدعوا والدتها إلى الصبر عند وصول جثمان شقيقها، قائلة "لا تبكي عند يصل أخي، كوني صبورة، لأن البكاء على الملاك حرام، كوني قوية". ولحظات بعد وصول جثمان حسام بعد أن تم فسح المكان لعائلته لالقاء النظرة الأخيرة عليه، تعالى الصراخ، ولويزة لم تتمالك نفسها، وبدأت في الصراخ "أحضروا أخي، لماذا قتلوه، هو صغير" أبكت الحاضرين وتعالى الصراخ قبل أن يغمى على والدته ويتم نقلها للمستشفى. أما والد حسام فلم يتمالك نفسه ولم يستطع حتى مرافقته إلى مثواه الأخير، فأكد أنه "ينتظر السلطات وما ستسفر عنه التحقيقات مكتفيا بالقول "هناك دولة وسلطات وعدالة، والجميع يقوم بعمله ونحن متأكدين أنها ستتوصل إلى الحقيقة"، مضيفا "في كل الحالات، نحن نعيش في رعب وخوف من هذه الجرائم، ولا بد من القصاص حتى تهدأ الأمور"، مستذكرا مقتل ابن له في رمضان من سنة 2012 من قبل مجموعة تتكون من ستة أفراد بوسط مدينة القليعة.