إدارة ترامب تؤكد وجود تنسيق وثيق مع الجزائر حول الملف الليبي مساهل يتلقى اتصالا من وزير الخارجية بحكومة الوفاق لإطلاعه حول تطورات الوضع
كشفت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن أول اتصال مباشر لها مع المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني في شرق ليبيا، في مسعى من إدارة ترامب للقاء مختلف فرقاء الأزمة لبحث "حل توافقي يطوي صفحة النزاع منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي سنة 2011". وأعلنت واشنطن تمسكها "بالاتفاق السياسي الليبي الذي يوفر خريطة طريق لحكومة انتقالية وانتخابات وطنية". وقالت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، في بيان لها، نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، إن "السفير بيتر ويليام بودي اجتمع مع حفتر ضمن جهودنا للانخراط مع مجموعة من الشخصيات الليبية"، مشيرة إلى أن آخر لقاء جمعا بينهما تم خلال الأسبوع الماضي في العاصمة الأردنيةعمان. وهذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن اتصالات مباشرة مع حفتر، الذي يقود قوات الجيش الوطني الموالي لمجلس النواب، ونجح أخيراً في زيادة مناطق نفوذه في جنوب وشرق البلاد. ولم يعلن حفتر عن زيارة أخيرا إلى الأردن، لكنه قام في يوم اللقاء غير المعلن مع مبعوثين من إدارة ترمب، بما وصفه مكتبه ب«زيارة عمل قصيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة"، التقى خلالها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية. ودعت السفارة الأمريكية في بيانها: "جميع الأطراف في ليبيا إلى نزع فتيل التوتر، والمضي قُدماً نحو حل توافقي على أساس الاتفاق السياسي الليبي الذي يوفر خريطة طريق لحكومة انتقالية وانتخابات وطنية"، موضحة أن "الولاياتالمتحدة تظل ملتزمة تماماً بالعمل مع جميع الليبيين للمساعدة في استعادة الاستقرار وإنهاء الصراع في ليبيا". ولفتت في السياق ذاته إلى أن "الولاياتالمتحدة تنخرط في اتصالات مع طائفة واسعة من الشخصيات السياسية والأمنية الليبية، حيث يلتقي السفير بودي بانتظام مع السراج، بما في ذلك آخر لقاء له معه بطرابلس في ماي الماضي". وأضافت السفارة أن "الولاياتالمتحدة تعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين على غرار بلدان الجوار الجزائر وتونس ومصر لمساعدة الليبيين على حل النزاع، والسفير بودي يلتقي بانتظام مع الشركاء الإقليميين"، مشيرة إلى أنه التقى الاثنين الماضي بالقاهرة وبرفقة قائد "أفريكوم" الجنرال توماس الدكتور والدهاوزر مع مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية والشرق الأوسط طارق الكوني، ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية اللواء محمود حجازي لمناقشة الجهود الرامية لاستعادة الاستقرار في ليبيا. كما أوضحت أن واشنطن تعمل أيضاً بشكل وثيق مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة. وأوضحت السفارة في ختام بيانها أنه "في نهاية المطاف، نعتقد أنه ينبغي على الليبيين أن يقودوا بأنفسهم عملية تحقيق المصالحة السياسية في بلادهم". ويعتبر بيان السفارة الأمريكية بمثابة نفي ضمني لمعلومات رددتها وسائل إعلام ليبية محلية عن اجتماع، تم قبل بضعة أيام في مقر حفتر بمنطقة الرجمة شرق بنغازي مع وفد أمريكي رفيع المستوى، ضم السفير الأمريكي في ليبيا بيتر بودي، بالإضافة إلى قائد القيادة الأمريكية المشتركة في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال توماس والدهاورز، وقيادات أمنية وعسكرية أمريكية أخرى.في غضون ذلك، تسعى حكومة الوفاق الوطني، التي يقودها فائز السراج من العاصمة الليبية طرابلس، إلى تشكيل أول قوة نظامية في البلاد منذ انتفاضة عام 2011. من جهة أخرى تلقى وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، يوم السبت مكالمة هاتفية من وزير الشؤون الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية، محمد الطاهر سيالة، دارت حول "آخر مستجدات الوضع في ليبيا والجهود الجارية من أجل تسوية الأزمة في هذا البلد الشقيق والجار"، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وأوضح المصدر أنه تم التطرق خلال هذه المحادثات التي تدخل في إطار التشاور المستمر بين البلدين إلى "المراحل المقبلة لإسراع وتيرة تسوية الأزمة الليبية". وأشار البيان إلى أن رئيس الدبلوماسية الليبية "أعرب عن شكره لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على الاهتمام الذي يوليه شخصيا لتسوية الأزمة الليبية وكذا للجزائر على إسهامها وجهودها في هذا الصدد". وأضاف المصدر، أن االوزير مساهل "أكد مجددا دعم الجزائر المستمر للحل السياسي القائم على الحوار الشامل بين الأطراف الليبية بدون أي تدخل وكذا المصالحة الوطنية".