وحدات الحماية على خط النار بوسائل تقليدية إنقاذ مئات الأشخاص يقطنون في غابات الطارف، تيزي وزو وسكيكدة النيران تفجّر عشرات القنابل والألغام الأرضية في خنشلة
خلفت موجة الحرائق التي اجتاحت غابات العديد من الولايات ضحايا جددا من القتلى وإصابة عدد آخر بحروق بليغة من بينهم أعوان الحماية المدينة ومصالح الغابات. كما أتت ألسنة اللهب على آلاف الهكتارات من الثروة النباتية مع هلاك آلاف أخرى من رؤوس الثروة الحيوانية النادرة. وقد اضطرت الجهات المختصة لطلب تدخل الجيش الوطني الشعبي في مناطق مختلفة. وتواصل وحدات الحماية رغم هول الكارثة "حربها" ضد النيران بوسائلها البسيطة، دون أي تدخل "جوي" لمحاصرة سلسلة الحرائق التي لم تشهد بعض الولايات مثيلا لها منذ الاستقلال. ففي ولاية الطارف تسببت البؤر المشتعلة في إتلاف ما يقارب 200 هكتار منذ شهر جوان المنصرم حسب المصالح المحلية للحماية المدنية، التي أوضحت أنه تم تسجيل هذه الحرائق عبر الجبال التابعة لبلديات بوحجار وبوقوس وحمام بني صالح والزيتونة وبوثلجة والقالة، مشيرا إلى أن أهم الحرائق اندلعت منذ 3 أيام في بوقوس وعين سماعين برمل السوق حيث تم تسجيل ضياع 40 هكتارا في يوم واحد. وبعد أن أشارت مديرية الحماية إلى أنه تم إطلاق جهاز خاص من أجل مواجهة هذه الحرائق التي تعد مصادر للخطر بالنسبة للسكان القاطنين في هذه المناطق الحدودية أوضح المصدر أنه تم تسخير جميع الوسائل البشرية والمادية لمحاصرة حرائق الغابات ومردفا أن التضاريس الوعرة تصعب من مهمة تدخل مصالح التدخل التابعة لكل من الحماية المدنية ومحافظة الغابات حسب ما تمت الإشارة إليه. واستنادا إلى المصدر ذاته فقد تم تسجيل 11 حريقا عبر جبال بن عتاريس وعساسة وجبل الدين وكحلوشة ببوحجار وقرية الداوي بالبسباس والحناوي بزريزر ودار جدي التابعة لبلدية الزيتونة وأم سيباية بالعيون وبوردين ببلدية بوثلجة وخنقة أوعون وفجة بالقالة. من جهتها شهدت غابات ثلاث بلديات بولاية خنشلة خلال الحرائق لمهولة التي أتت على مساحات كبيرة منها، انفجار عشرات القنابل التي زرعها الاستعمار الفرنسي على حيوانات برية وأليفة، ولحسن الحظ لم يكن هناك ضحايا في صفوف أعوان الغابات والحماية المدنية الذين يجابهون ألسنة اللهب منذ شهر ونصف. وأكدت مصادر موثوقة أن غابات لبراجة ببلدية بوحمامة وبني ملول ببلدية لمصارة وأولاد يعقوب ببلدية طامزة، ملغمة بقنابل الاستعمار الفرنسي، حيث تم اكتشاف العشرات منها بعد انفجارها جراء اشتعال غابات هذه المناطق، وأسفرت عن هلاك المئات من الحيوانات البرية والأليفة. وفي سكيكدة اندلعت خلال ال24 ساعة الفارطة سلسلة حرائق مهولة مخلفة خسائر فادحة في الغلاف الغابي على الخصوص والمحاصيل الزراعية والغابات والأدغال حسب ما علم من الحماية المدنية التي تخوض معركة ميدانية مضنية رفقة فرق الغابات لإخماد الحرائق المنتشرة على نطاق واسع، فإن سلسلة الحرائق أتت على أزريد من 120 هكتارا من الغابات والمحاصيل في مناطق متفرقة من إقليم الولاية، وخاصة الجهة الغربية منها. وتعد حرائق جبال بين الويدان وأم الطوب وسيدي مزغيش وتمالوس الواقعة غربا الأكثر دمارا مقارنة بحرائق أخرى اندلعت بعدة أقاليم غابية وسط ظروف مناخية صعبة عقدت من مهمة فرق الإطفاء وحالت دون التصدي للنيران العاتية بالمناطق الوعرة. وفي تيزي وزوخلّف حريق مهول شب ليلة اول امس أمس بغابات ايت شافع وازفون في تيزي وزواتلاف 100 هكتار من أشجار الصنوبر والبلوط والأحراش وغيرها ولم تتمكن الحماية المدينة ومحافظة الغابات من السيطرة على ألسنة لهيب النيران على مدار ليلة اول امس ما جعلها تستعين بالمواطنين وتُوجه نداء لهم لسكان القرة على غرار قرى اقوجيل ولازوزن لتقديم يد المساعدة ليهب المئات من الشباب بإمكانياتهم الخاصة وبوسائلهم لإخماد الحريق الذي أتى على الأخضر واليابس في السلسلة الجبلية المحاذية للمنطقة زكري المصنفة كموقع استراتيجي ومتنفس الولاية للعائلات والرياضيين. ونظرا لخطورة الوضع فقد تم إطلاق المخطط الاستعجالي عبر عدد من الدوائر وتم تجنيد كل المصالح لحماية المواطنين وإنقاذ السكان المهددين بخطر النيران. ولم يتم بعد تحديد الخسائر المادية ولو أن المعلومات الأولية تشير إلى إتلاف آلاف الأشجار واحتراق آلاف الهكتارات من الغابات، كما تم تنصيب لجنة مختلطة مشكلة من مختلف المصالح المعنية لجرد الخسائر. كما أتت النيران التي شبت أمس بمنطقتي بوشراحيل وأولاد ابراهيم بولاية المدية والتي سخرت لها امكانيات هامة قصد إطفائها، على أكثر من 152 هكتارا من الغطاء النباتي حسب ما كشفت عنه مصالح الحماية المدنية. وتم تسجيل أكبر حجم من الخسائر تضيف ذات المصالح بمنطقة "رواكش" التابعة لبلدية بوشراحيل حيث أتلفت 150 هكتارا من الأشجار والأحراش وهذا إثر اندلاع حريق في حدود منتصف نهار يوم أمس بهذه المنطقة التي يصعب الوصول إليها.