قالت وزارة الصحة المصرية إن 49 شخصا قتلوا وأصيب 123 آخرون جراء تصادم قطاري ركاب أمس الجمعة قرب مدينة الإسكندرية الساحلية بشمال البلاد. وأظهرت لقطات وصور بثها التلفزيون الرسمي عشرات الأشخاص يتجمعون حول عربات القطارين المحطمة وجثة مغطاة على الأرض. وأوضحت هيئة السكك الحديد أن الحادث وقع بعد ظهر الجمعة عندما اصطدم قطار بمؤخرة آخر بالقرب من محطة خورشيد على خط القاهرة-الإسكندرية. وبينت وزارة الصحة أن 75 عربة إسعاف شاركت في نقل المصابين إلى مستشفيات عامة وأخرى تابعة للشرطة والجيش في الإسكندرية. ورجحت مصادر أمنية أن يكون الحادث قد نجم عن خطأ في تحويل مسارات القطارات. ونقل التلفزيون الرسمي عن مصادر بهيئة السكك الحديد قولها إن الحادث نجم عن "عطل فني وقع بأحد القطارين" أدى إلى توقفه واصطدام القطار الثاني به من الخلف. وقال النائب العام نبيل صادق إنه أمر بانتقال فريق من النيابة العامة إلى موقع الحادث لإجراء المعاينة اللازمة. كما أمر بندب لجنة هندسية للانتقال إلى الموقع وإجراء المعاينة اللازمة للوقوف على أسباب الحادث وتحديد المسؤول عنه. وأعلنت رئاسة الجمهورية في بيان أن الرئيس عبد الفتاح السيسي "وجه كافة أجهزة الدولة والمسؤولين المعنيين بمتابعة تطورات الحادث وتشكيل فريق عمل للتحقيق في ملابساته والتعرف على أسبابه ومحاسبة المسؤولين عنه". كما طالب رئيس الوزراء شريف اسماعيل بسرعة تشكيل لجنة متخصصة من وزارة النقل للتحقيق في الحادث والوقوف على أسبابه وإعداد تقرير عاجل عنه. سكة دموية وتشهد سكك الحديد المصرية من حين لآخر حوادث مؤلمة تودي بحياة عشرات الركاب، في حين يحمّل المواطنون السلطات المسؤولية عن تردي القطاع ويتهمونها بعدم الاكتراث بالخسائر البشرية. وسجل وقوع 1234 حادث قطار في مصر عام 2015، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي. وفي سبتمبر 2016 قٌتل خمسة أشخاص وأصيب 27 آخرون في حادث خروج قطار ركاب عن مساره بالقرب من القاهرة. وفي نوفمبر 2013 أدى اصطدام بين قطار وحافلة إلى سقوط 27 قتيلا جنوبالقاهرة. وكان معظم الضحايا في طريق عودتهم من حفل زواج. وفي 2013 أيضا لقي 19 شخصا حتفهم وأصيب أكثر من 115 بعدما خرجت عن السكة عربة من قطار يُقل مجندين من قوات الأمن المركزي في محافظة الجيزة. وفي 2012 قُتل 50 شخصا غالبيتهم أطفال عندما اصطدم قطار بحافلة مدرسية بمحافظة أسيوط في صعيد مصر. وفي 2009 قتل أكثر من ثلاثين شخصا جراء اصطدام قطار قادم من القاهرة إلى أسيوط بآخرَ قادم من الجيزة. وفي عام 2006 قتل 58 شخصا حين اصطدم قطاران كانا يسيران على نفس السكة أحدهما قادم من المنصورة والآخر من بنها. ووقعت أكبر كارثة قطارات في مصر عام 2002 عندما التهم حريق سبعا من عربات قطار ركاب مكتظ متجه من القاهرة إلى أسوانبجنوب البلاد، مما أدى لمقتل 360 راكبا. وفي عام 1998، تعطلت مكابح قطار عند بلدة كفر الدوار بجنوب شرق الإسكندرية، فاقتحم سوقا في البلدة مما أدى لمقتل 43 شخصا. وفي عام 1995 اصطدم قطار بخلفية آخر قرب البدرشين جنوبالقاهرة، مما أدى إلى مصرع 75 راكبا.