في اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية، أشرف الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على تمرين بياني بالرمايات الحقيقية "عاصفة 2017"، وذلك بميدان الرمي والمناورات للفرقة الثامنة المدرعة، والذي يتزامن تنفيذه مع انطلاق سنة التحضير القتالي 2017/2018. التمرين قامت بتنفيذه الوحدات العضوية للفرقة الثامنة المدرعة مدعومة بوحدات من القوات البرية والقوات الجوية بغرض الاختبار الدوري لمدى فعالية الجاهزية القتالية للوحدات والحفاظ عليها في مستوياتها العليا. فبميدان الرمي والمناورات للفرقة، وبرفقة اللواء سعيد باي، قائد الناحية العسكرية الثانية، تابع السيد الفريق عن كثب الأعمال القتالية التي قامت بها الوحدات المقحمة، وهي الأعمال التي اتسمت فعلا باحترافية عالية في جميع مراحلها وبمستوى تكتيكي وعملياتي جد مرضي، يعكس القدرات القتالية العالية للأطقم والقادة في كافة المستويات، خاصة الاستغلال الأمثل للميدان والتنسيق الممتاز بين مختلف الوحدات المشاركة، كما يعكس الكفاءة العالية للإطارات في مجال تركيب وإدارة مختلف الأعمال القتالية، ومهارة وقدرة الأفراد على التحكم في استعمال مختلف منظومات الأسلحة والتجهيزات المتوفرة لديهم، وهو ما أسهم في تحقيق نتائج جد مرضية جسدتها دقة الرمايات. في نهاية التمرين، التقى السيد الفريق بأفراد الوحدات المشاركة مهنئا إياهم على الجهود الكبرى التي بذلوها طوال سنة التحضير القتالي 2016/2017، وخصوصا خلال تحضير وتنفيذ هذا التمرين الذي كلل بالنجاح التام، مؤكدا على أهمية الاستعداد الدائم لخوض غمار السنة التدريبية الجديدة بكل برامجها وفقا للأهداف التي يرمي الجيش الوطني الشعبي تحقيقها، وبما يتماشى مع صلب المهام المخولة : "إن ما بلغه الجيش الوطني الشعبي بكافة قواته ومكوناته حتى الآن من مستويات رفيعة على أكثر من صعيد، هو حصاد جهود مضنية ومتواصلة ومثابرة ومخلصة لله والوطن، تم بذلها بكثافة شديدة خلال السنوات الأخيرة في ظل قيادة فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ولا شك أن خير دليل بل وخير شاهد على ثراء وجدية وفعالية ما تحقق من نتائج، هو الإلمام والاستيعاب المتدرج لمقتضيات الاحترافية بمفهومها الشامل، التي حرصنا شديد الحرص على أن تنبع أساسا من خصوصياتنا الوطنية الأصيلة ومن عبقريتنا الذاتية ورصيدنا القيمي وتاريخنا الوطني ومبادئنا الثابتة التي جذرتها الثورة التحريرية المجيدة وعبرت عنها أحسن تعبير. فمن وحي هذه القيم وتثبيتا لمقوماتها الأساسية يتجلى للعيان بأن صلب مهام الجيش الوطني الشعبي، بل علة وجوده أصلا، هي المواصلة العازمة والفاعلة والحقيقية لمهمة حفظ الجزائر حفظا كاملا، في كل وقت وحين، مهما عظمت التحديات وتعاظمت الرهانات، فلذلك فإننا نعمل في الجيش الوطني الشعبي، بإخلاص ووعي شديد، بل وبفطنة متبصرة، على توفير كل العوامل التي من شأنها تثبيت جودة الأداء العملياتي لقوام المعركة لقواتنا المسلحة، وتمتين متطلبات الرفع من الجاهزية العملياتية والقتالية لديه". الفريق جدد التأكيد على أهمية التمارين الاختبارية وبالرمايات الحقيقية طوال سنة التحضير القتالي للوحدات، باعتبارها الطريقة الأسلم لتقييم القدرة على الأداء الفردي والجماعي للخطط المرسومة: "وإننا نحمد الله كثيرا على ما توصلنا إليه من نتائج تصب في مجملها في تجسيد هذه الأهداف الوطنية ذات الطابع الحيوي والاستراتيجي، وفاء من جيشنا الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، لوسام التشرف بالمهام العظيمة الموكولة، التي يعتبرها، عملا وليس قولا، وشاحا عالي المقام، تعهد عازما بل وجازما على القيام بها، إخلاصا لوطنه وشعبه. ومن هذا المنطلق تحديدا، فقد أكدت أكثر من مرة، وأعيد ذلك أمامكم اليوم، على أن التطور الفعلي والتحسن الحقيقي للمستوى، يستلزمان إيلاء أهمية قصوى، سنة بعد أخرى، لتحضير التمارين الاختبارية المختلفة المستويات والخطط، لاسيما إذا أجريت بالرمايات الحقيقية، لأن بها تختبر القدرة على وضع الخطط التكتيكية والعملياتية الصائبة المتماشية مع الموضوع المختار، ومن خلالها تقيم القدرة على التطبيق الفردي والجماعي لهذه الخطط، ثم - أخيرا - تسمح مثل هذه التمارين، بتقييم مدى الخطوات المقطوعة ومدى مساهمة ذلك، في تحقيق ما تم رسمه من أهداف تطويرية، التي نريدها دوما بأن تكون متسمة بالطموح والتطلع إلى ما هو أحسن وأصوب". الفريق أكد في ختام كلمته على أن الجيش الوطني الشعبي، يمتلك الرجال القادرين على رفع التحدي بكل أشكاله، بما في ذلك القضاء النهائي على آفة الإرهاب أو ما تبقى منه، ومن والاه من محترفي التهريب والجريمة المنظمة. ليفسح المجال أمام إطارات وأفراد الفرقة للتعبير عن انشغالاتهم واهتماماتهم واستعدادهم الدائم للقيام بمهامهم وبالاحترافية العالية.