كشفت صحيفة ''فايننشال تايمز'' البريطانية عن أسر الثوار الليبيين عددا من أفراد القوات البريطانية الخاصة كانوا في مهمة سرية ادعت بريطانيا أنها تهدف لمساعدة معارضي العقيد الليبي معمر القذافي. وقالت الصحيفة إن تلك الوحدة المكونة من ثمانية جنود على الأقل تم اعتراضها وهي برفقة دبلوماسي بريطاني صغير بينما كانت تعبر الأراضي التي يسيطر عليها الثوار في شرق ليبيا. ووفق ذات المصدر فإن هذا التدخل البريطاني أثار غضب المعارضة الليبية التي أمرت بحبس هؤلاء الجنود في إحدى القواعد العسكرية التي تسيطر عليها. ويخشى معارضو القذافي استخدام هذا الأخير لأي دليل على التدخل العسكري الغربي لحشد التأييد لنظامه. وحسب مصادر ليبية فإن الثوار أحضروا أفراد القوات البريطانية الخاصة إلى بنغازي للمثول أمام أحد كبار مسؤولي الثورة السياسيين. وادعى البريطانيون أنهم كانوا هناك للتعرف على احتياجات المعارضة الليبية وتقديم المساعدة لها. وأكد مصدر بريطاني اعتقال هؤلاء الجنود، لكنه أضاف أن الدبلوماسي البريطاني الذي كانوا يوفرون له الحماية كان يحاول الاتصال بمعارضي القذافي لتمهيد الطريق أمام زيارة زميل له على مستوى أعلى قبل إقامة علاقات دبلوماسية مع الثوار. واستشاط الليبيون غضبا من هذه الخطوة، وأكدوا أن أحدا لم يقدم دعوة للبريطانيين. وأبلغ الجنود البريطانيون من طرف المسؤول السياسي الليبي الكبير الذي مثلوا أمامه أن عليهم أن يذكّروا حكومة ديفد كاميرون بأنها مطالبة أولا بأن تعترف بالمعارضة بوصفها الممثل الشرعي لليبيين قبل الشروع في أية مفاوضات معها.