تتجه منظومة الضمان الاجتماعي، لإقرار نظام جديد للمتقاعدين المستقبليين، حيث يمكن لهؤلاء أن يتقاضوا معاشين من الصناديق الوطنية المكلفة بتسيير التقاعد، الأول عبارة عن معاش أساسي، والثاني سيكون عبارة عن معاش تكميلي سيحدد مبلغه الإجمالي قبل السداسي الثاني من السنة القادمة كما سيشمل هذا الإجراء 11 مليون مؤمن. وجندت وزارة العمل والضمان الاجتماعي مجموعة من الاعوان والاطارات للشروع في إعداد الإطار التنظيمي لتطبيق المادة 104 من مشروع قانون المالية للسنة القادمة، والذي سيناقش من قبل نواب المجلس الشعبي الوطني، منتصف الشهر الجاري. وسيمكن هيئات الضمان الاجتماعي المكلفة بتسيير النظام العام للتقاعد، من إنشاء فرع للتقاعد التكميلي يكون لديه انتساب إرادي وطوعي لفائدة المستخدمين المنتسبين بصفة نظامية إلى النظام العام للضمان الاجتماعي. كما ستشرع وزارة العمل في التحضير للنص التطبيقي، خاصة وأن الحكومة تنظر لهذا الإجراء على أنه آلية بإمكانها تمكين هيئات الضمان الإجتماعي المكلفة بتسيير النظام العام الإجباري للتقاعد من إنشاء فرع للتقاعد التكميلي يكون لديها بانتساب طوعي لفائدة المنتسبين بصفة نظامية إلى الضمان الاجتماعي، وذلك في خطوة يعتبرها الجهاز التنفيذي ضامنة لديمومة الضمان الاجتماعي والنظام الوطني للتقاعد. من جهة اخرى، اعتبر مدير فرعي في الصندوق الوطني للمعاشاة في تصريح ل«البلاد" أنه تم التحضير لهذا الاجراء الجديد والذي يعتبر إيجابيا بالنسبة للمتقاعدين والذي من شأنه أن يرفع مستوى جاذبية المنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي والنظام الوطني للتقاعد، الأمر الذي يؤدي بصفة آلية الى التقليص من حالات عدم التصريح للخاضعين والتهرب من الالتزامات الاجتماعية. كما يرمي الإجراء إلى استقطاب الخاضعين في مجال الضمان الاجتماعي لتسوية وضعيتهم في مجال التصريح ودفع الاشتراكات إلى النظام الأساسي للضمان الاجتماعي. جدير بالإشارة هنا أن التسوية تشكل الشرط الأول للاستفادة من حق الانتساب الطوعي لفرع التقاعد التكميلي، خاصة وأن هذا الاجراء سيمكن المتقاعدين المستقبليين الاستفادة من معاشين من الصناديق الوطنية المكلفة بتسيير التقاعد، تصل لمعدل استبدال مدخول العمل بنسبة كبيرة. من جهة اخرى سيكون التقاعد التكميلي، كفيلا بتحسين موارد صندوق التقاعد واسترجاع توازناته المالية، باعتبار عدد المؤمنين الناشطين المشتركين الحاليين والذين قد يسوون وضعيتهم وينتسبون إلى التقاعد التكميلي فرديا وجماعيا.