"أطراف خارجية" تعمل على تصدير الفوضى إلى الجزائر نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، قيام حزب الله اللبناني بتمويل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن طريق بنوك جزائرية، مؤكدا رفض الجزائر المبدئي أن تكون طرفا في صراع طائفي "كما ترفض أن تكون ميدانا له"، موضحا أنه "من يريد أن يخوض حربا طائفية عليه أن يخوضها في بلده"، وهو ما يطرح تساؤلا عن هوية الأطراف التي تريد زج الجزائر وإقحامها في صراع طائفي، وخصوصا سني شيعي. أول ردّ رسمي من طرف الجزائر، بخصوص الأوضاع بالشرق الأوسط، كانت على لسان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، مُجددا رفض الجزائر تقسيم المسلمين إلى مستويين، خاصة ما تعلق بالشيعة والوهابية، وما إلى ذلك من الطوائف السياسية والفقهية، خاصة مع عودة الحديث عنها مؤخرا، عبر وسائل الإعلام. والملاحظ أنه لأول مرة تستعمل وكالة الأنباء الرسمية، مصطلح "شيعي" في ذكرها لحزب الله اللبناني، وهو الموقف المنسجم تماما مع موقف الجزائر مؤخرا، والتي لم تتحفظ خلال الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية، على تصنيف حزب الله ضمن خانة المنظمات الإرهابية، وهو التصنيف الذي سبق وأن تحفظت عليه الدبلوماسية الجزائرية في وقت سابق، خاصة وأن الرئيس بوتفليقة وجه رسالة خطية لملك السعودية، سلمها له وزير العدل الطيب لوح، أكدت فيها الجزائر سنة التشاور والتنسيق بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وذلك ترقية لأواصر الأخوة بين البلدين، كما أن هذا التنسيق يأتي في ظروف حساسة في ظل تجاذبات دولية وإقليمية يعيشها العالم، ما يستدعي توحيد الجهود. وفي السياق ذاته، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، رفض الجزائر عودة الخطاب المتطرفس الداعي إلى بث الكراهية واليأس في نفوس الشباب مما يدفعهم إلى الهروب من وطنهم، مؤكدا أن "الجزائر لن ترضى بعودة الطائفية التي تقسم المسلمين إلى مستويين، وبأنها استبدلته بالخطاب المستمد من سيرة رسولنا الكريم، الداعي إلى التسامح والمحبة بين المسلمين وفي هذا السياق، اتهم عيسى "أطرافا خارجية" دون ذكرها "تسعى للتشويش على الجزائر من خلال محاولة إدخال أفكار متطرفة تسببت في تقسيم دول قريبة " تعيش الآن على وقع التفجيرات والقتل"، وهو "الأمر الذي يرفضه الشعب الجزائري المحب لوحدة وطنهوأضاف الوزير أن "الجزائريين لا طالما عاشوا إخوة لا يفرقون بين صوفي ووهابي، وإنما مسلمون يؤمنون بالله ورسوله، وهو الأمر الذي علّمه لنا أجدادنا، وسنعلمه للأجيال القادمة ويرى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن أفضل طريقة لمحاربة هذه الحركات المتطرفة، هو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يشكل فرصة لاستحضار قيم ومبادئ رسول الله "عليه الصلاة والسلام"، مشيرا إلى أن ارتباط ومحبة الجزائريين برسولهم لا يحتاج إلى فتوى، وهو نفس ما لجأت إليه السلطات السعودية مؤخرا، والتي أقرت الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بعد سنوات من المنع.