رفض وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي، الرد على انشغالات الأطباء المقيمين وعلى الإضراب الذي سيشنه بداية من الثلاثاء ، واكتفى بالقول: "هم حاليا في إضراب وسنتعامل معهم في إطار القانون". وتحاشى مختار حسبلاوي على هامش اليوم الوطني لمقاومة البكتيريا بالمضادات الحيوية بالمدرسة الوطنية للصحة العمومية بالجزائر، الرد على أسئلة الصحفيين بخصوص الإضرابات والاحتجاجات التي سينظمها الأطباء المقيمين اليوم الثلاثاء بمختلف المستشفيات عبر الوطن، حيث إنه وبمجرد طرح السؤال غادر الوزير اللقاء الصحفي مباشرة، مؤكدا أنهم "حاليا في إضراب وسنتعامل معهم في هذا المجال بالطرق المناسبة". للإشارة لم تستبعد التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين في كل التخصصات، الدخول في إضراب مفتوح خلال الأيام القادمة، في حالة إصرار الوزارة الوصية على تجاهل مطالبها، داعية كل الأطباء إلى التجند والاستعداد لكل نداء تدعو إليه في هذا الشأن، مؤكدة في السياق نفسه تنظيمها اليوم لوقفة احتجاجية بالمستشفى الجامعي بباب الواد. وفي هذا الصدد، أكدت التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين، "كامرا"، في بيان لها تسلمت "البلاد" نسخة منه، أنها مستمرة في مسار الاحتجاجات التي عزمت الدخول فيها، إضافة إلى سلسلة الإضرابات الدورية التي تنظمها وذلك في انتظار اللقاء المقبل مع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي وإجابة الجهات المعنية بالاستجابة لمطالبها. وحددت نقابة الأطباء المقيمين أيام الاحتجاجات، داعية كل الأطباء إلى التجند على المستوى الوطني، مؤكدة أنه سيتم غدا الثلاثاء تنظيم وقفة احتجاجية بالمستشفى الجامعي باب الواد، تليها وقفة يوم الثلاثاء القادم 12 ديسمبر 2017 على مستوى المستشفى الجامعي مصطفى باشا، داعية كل الأطباء إلى الدخول في إضراب دوري كل يوم اثنين وذلك في المستشفى الذي يعمل فيه. كما دعت كل الأطباء إلى القدوم مبكرا إلى مكان الاعتصام. من جهة اخرى وبخصوص اليوم الوطني لمقاومة البكتيريا بالمضادات الحيوية، أفاد مختار حسبلاوي أن "هذا اليوم يأتي وفقا لتعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية بوتفليقة، حيث إننا قننا هذا البرنامج ليكون ورقة طريق سيسير عليها القطاع في إطار مقاومة البكتيريا بالمضادات الحيوية"، مشيرا إلى أن "تنظيم هذا الملتقى جاء بعد تحضير برنامج وطني ما بين الوزارات المعنية حيث إنه يتعين على الأطباء الأخصائيين في هذا المجال الأخذ بعين الاعتبار تطبيق هذا البرنامج الوقائي، بالتنسيق والتشاور مع كافة الفاعلين". واعتبر مختار حسبلاوي أن "مقاومة البكتيريا بالمضادات الحيوية يستدعي وجود مراقبة وطنية شاملة ودقيقة عبر مختلف المستشفيات الجامعية بمشاركة معهد باستور ومنظمة الصحة العالمية وكذا وزارة الفلاحة والتنمية الريفية". وفي سؤال له حول مشكل ندرة الأدوية التي تعرفها عديد المستشفيات والصيدليات عبر الوطن والمرتبطة أساسا بالتعليمة التي تفرض ضمان تغطية مالية لدى بنك التوطين بنسبة 120 بالمائة لقيمة السلعة محل الاستيراد وذلك قبل 30 يوما على الأقل من استيراد السلعة من قبل المتعامل المستورد ، قال الوزير إن "هذا القرار يعود لوزارة المالية التي يتعين عليها الإجابة على هذا السؤال" ، مؤكدا أنه "لا توجد ندرة في الأدوية"، قائلا إن "الحكومة ستراعي هذا الجانب وستعمل على أن لا يكون هناك نقص في الأدوية". من جانبه، قال جمال فورار، المدير العام للوقاية بوزارة الصحة، إن "اليوم الوطني لمقاومة البكتيريا بالمضادات الحيوية يعد الأول من نوعه وهي تدخل في إطار تنسيق مشترك ما بين الوزارات"، مشيرا إلى أنه "سيتم في الأيام القادمة تنصيب اللجنة الوطنية المتخصصة في هذا المجال وفق برنامج وطني واضح المعالم". وذكر جمال فورار أن "السبب الرئيسي لانتشار البكتيريا يعود أساسا لاقتناء المواطنين من الصيدليات مضادات حيوية وبصفة عشوائية من الصيدليات دون وصفات طبية ما يؤدي إلى ظهور أمراض جديدة تزيد من معاناة الأشخاص في التصدي لها نتيجة انتشار الجراثيم التي تتوغل داخل الجسم وتضعف الجهاز المناعي".