دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الفلسطينيين إلى التوجه، السبت، لكافة المناطق الحدودية ونقاط الالتماس في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدس والاشتباك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، دفاعا عن مدينة القدس. وقالت الحركة، في بيان: "ندعو شعبنا بكل فصائله ومقاوميه للاستمرار في هذه الانتفاضة المباركة حتى تحقق كامل مطالبنا العادلة". وأضافت: "نؤكد بأن قوتنا كفلسطينيين تتمثل في وحدتنا وخاصة وحدة الميدان، ولذلك ندعو الجميع للتوحد خلف راية المقاومة"، وشدّّدت على أنه لن يوقف الانتفاضة سوى استرداد كافة حقوق الشعب الفلسطيني، كما دعت "حماس" الأمتين العربية والإسلامية إلى دعم الفلسطينيين والعمل على كشف الوجه الحقيقي لإسرائيل وحليفتها الولاياتالمتحدة. يأتي ذلك وسط حالة توتر شديد تشهدها أراضي السلطة الفلسطينية، على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء الأربعاء الماضي، اعترافه بالقدسالمحتلة، بشطريها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل. واستشهد فلسطينيان، وأصيب أكثر من 1000 آخرون، في مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، اندلعت في أنحاء متفرقة من الضفة الغربيةوغزةوالقدس، كما أصيب 15 فلسطينيًا على الأقل، من بينهم طفل بجراح خطيرة جراء ثلاثة غارات شنتها طائرات حربية إسرائيلية على قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وقال خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يصّر على تفجير صراع ديني في المنطقة، وسيكتشف أنه ارتكب هذه "حماقة"، وسيتحمل عواقب قراره الإعتراف بالقدس شرقية وغربية عاصمة لإسرائيل. وشدّد مشعل، في لقاء متلفز، على أن ما جرى في "جمعة الغضب"، خطوة مهمة ومبشرة، "ولن تكون هذه الهبة الشعبية عابرة كما يظن الكثيرون، وستستمر لإجبار الإدارة الأمريكية على إلغاء القرار بشأن القدس". وأضاف مشعل "مطلوب فلسطينيًا تعزيز الصف الوطني الداخلي، وإنجاز المصالحة الفلسطينية، وحل مشاكل قطاع غزةوالضفة الغربية، وترتيب البيت الفلسطيني ومؤسساته على قاعدة الشراكة"، وتابع "نحتاج لانتهاج إستراتيجية نضالية مختلفة عما مضى، بعد فشل الرهان بالتسوية وبالراعي الأمريكي، وإشعال انتفاضة شاملة ومقاومة شعبية بقرار وطني موحد"، وأعرب عن ثقته في أن الشعب الفلسطيني قادر على إشغال انتفاضة شاملة ضد إسرائيل، فظرفنا الحالي يجبرنا على التوافق على استراتيجية الإنتفاضة والاتفاق على خطواتها، واستدرك: "إذا كان وعد بلفورالخطوة الأولى لإنشاء دولة إسرائيل، فقادرون على جعل وعد ترامب، الخطوة الأولى لإنهاء الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين". وشدّد على ضرورة أن يكون القرار السياسي مدارا بصورة وطنية مشتركة لتحقيق الهدف، بإجبار الإدارة الأمريكية على إلغاء القرار. وأردف: "الفلسطينيون أعطوا فرصة للمجتمع الدولي والمبادرات العربية والإدارة الأمريكية، لكن كانت النتيجة صفر". ومضى قائلاً: "هناك موقف من معظم الدول في العالم استنكرت الخطوة الأمريكية، هذا جيد، لكنها لا تكفي مقابل مطالبتهم بضبط النفس. المطلوب أن يطالبوا ويضغطوا على أمريكا للتراجع عن القرار بشأن القدس"، ولفت مشعل إلى "وجود تهم لبعض الدول العربية بالتساوم مع الإدارة الأمريكية، مطلوب منها القيام بخطوات قوية وموقف واضح برفض الموقف الأمريكي، والقيام بسلسة من الخطوات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية رفضًا لقرار الإدارة الأمريكية"، واعتبر أن ما يتم الحديث عنه باسم صفقة القرن هو تجاوز للقيادة الفلسطينية والأردنية ولأطراف معينة، وتعتبر تشريعًا للتطبيع العربي مع إسرائيل، وهي عملية لتصفية القضية الفلسطينية. وشدد على أنه لا يحق لأي عربي التضحية بفلسطين، من أجل صراعات وأجندات في المنطقة، وعلى العرب ألا يقبلوا بأقل من التراجع عن قرار أمريكا بشأن القدس. ودعا مشعل القيادة الفلسطينية إلى تمرير الخطوة الأمريكية، وعدم اللقاء مع القيادة الأمريكية، ووقف التنسيق الأمني وإطلاق العنان للشعب الفلسطيني أن ينتفض. وأضاف: الموقف الفلسطيني القوي، سيخلق موقفًا عربيًا وإسلاميًا قويًا. وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، قال مشعل إن إعلان ترامب هيأ البيئة الخصبة لسير المصالحة بشكل أفضل عن السابق، فهناك إمكانية أن تمضي المصالحة لحشد الطاقة الفلسطينية وإدارة الصراع والقرار السياسي على الأرض، والتفاهم مع المحيط العربي والإسلامي. ويتمسك الفلسطينيونبالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات المجتمع الدولي، التي لا تعترف بكل ما ترتب على احتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ثم ضمها إليها عام 1980، وإعلانها القدس الشرقية والغربية عاصمة موحدة وأبدية لها.