"الجماعات الإرهابية طوّرت أساليب التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي" حذّر وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، من نشاط "شبكات إجرامية دولية متحالفة مع مخابر دول عظمى، تدبر لمخططات شيطانية لخلط الوضع الأمني في منطقة الساحل". وأعلن ممثل الحكومة، أن "الجزائر أعدّت العدة لمواجهة الخطر الإرهابي القادم من سوريا والعراق بعد تلقيها تقارير مفصلة عن تحركات لعودة عناصر داعش إلى شمال إفريقيا". وقال مساهل في كلمته الافتتاحية للمنتدى رفيع المستوى حول "الأجوبة الفعالة والمستدامة لمكافحة الإرهاب : مقاربة جهوية"، أن "العودة المتوقعة للمقاتلين الإرهابيين الأفارقة إلى بلدانهم الأصلية من أجل الاستقرار بها ومواصلة تنفيذ أهدافهم الإجرامية الإرهابية من شأنه فرض قيود أمنية جديدة ومضاعفة التحديات أمام البلدان الإفريقية التي تجد نفسها اليوم ملزمة بتظافر جهودها وتشاركها في المساعي الرامية لمكافحة التطرف والإرهاب". و شدّد وزير الخارجية أمام المشاركين بقوله "أؤكد لكم مجددا إرادة واستعداد بلادي، ممثلة في شخص رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بصفته منسقا لمنع ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب، على ألا تدخر أي جهد من شأنه أن يفي بهذه المهمة السامية، وأن تعمل من دون كلل من أجل القضاء على الإرهاب في قارتنا". وأعرب الوزير في الصدد ذاته، عن تأسفه من "كثرة" التحديات التي يطرحها التطرف العنيف والإرهاب، والتي تستوجب -كما قال- روح الاتحاد والتضامن التي طالما تميزت بها القارة السمراء لمواجهة هذه الآفة، مبرزا أن التحضير والاستعداد لرفع هذه التحديات "سيسمح لشعوبنا وبلداننا بتركيز طاقاتها ومواردها على مكافحة الإرهاب". ولفت مساهل بالمناسبة إلى "خطر العودة المتوقعة لعدد من المقاتلين الإرهابيين الأفارقة إلى بلدانهم الأصلية أو إلى الأراضي الإفريقية بشكل عام في ظل تراجع الإرهاب عسكريا في سوريا والعراق"، مبرزا أن "هؤلاء يعملون على الاستقرار بهذه المناطق ومتابعة أهدافهم الإرهابية بها". ونبه في السياق ذاته، إلى أن التنظيم الإرهابي الذي يعرف باسم "داعش" قد "دعا عناصره للعودة إلى ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء ككل"، مشيرا إلى أن تقارير قد سجلت تحركات مقاتلين أجانب في هذا الاتجاه". وتابع المتحدث أن "الجماعات الإرهابية تقوم بإعادة تنظيم نفسها وتجميع مواردها، وتستعد لتجنيد هؤلاء الوافدين الجدد الذين يتمتعون بتدريب إيديولوجي وعسكري وقدرة عالية على استغلال شبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية"، محذرا أيضا من حصول الجماعات الإرهابية على موارد مالية كبيرة، لا سيما في ظل ارتباط الإرهاب بالجريمة المنظمة العابرة للحدود. ودعا الوزير في هذا الصدد، إلى تكثيف الجهود والتنسيق على المستوى القاري لمواجهة " قدرة منظري الجماعات الإرهابية من خلال استخدام الأنترنت على استغلال العديد من نقاط ضعف المجتمعات والأفراد لنشر التطرف والتجنيد والعمل على تعميق هذه الثغرات من أجل إفشاء الفتنة والفرقة والكراهية بين الشعوب الطامحة للعيش في كنف السلام".