يشرع ابتداء من يوم الإثنين ، رئيس مجلس الشورى السعودي، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، في زيارة إلى الجزائر تدوم أربعة أيام (من 18 إلى 21 ديسمبر) يبحث خلالها جزئيات العلاقة الثنائية بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من رسالة الرئيس بوتفليقة إلى العاهل السعودي والتي جاءت متزامنة مع تضارب في بعض المواقف بين الجزائروالرياض بخصوص عدّة قضايا دولية. وذكر بيان مقتضب لمجلس الأمة، أن "زيارة المسؤول السعودي إلى الجزائر، التي تأتي بدعوة من رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، ستكون مناسبة يلتقي خلالها مع عديد المسؤولين في البرلمان والحكومة". ومن المنتظر أن تثير زيارة المسؤول السعودي عدّة ملفات "شائكة" تستدعي توضيحا حول تفاصيلها بين البلدين، على غرار قضايا الإرهاب والتقارب مع إيران وأزمات اليمن ولبنان وسوريا. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد أوفد وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، إلى الرياض، لتسليم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، رسالة خطية من بوتفليقة بعد يوم واحد من الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب، الذي غاب عنه وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، علما أن هذا الاجتماع الطارئ دعت إليه المملكة العربية السعودية، وخصص لبحث ما وصفه بيان للجامعة العربية "التدخل الإيراني في المنطقة العربية". وعملت السعودية على مدار سنوات صراعها مع إيران، من أجل حمل جميع الدول العربية على تبني موقف واحد صارم من السياسة الإيرانية في المنطقة العربية، إلا أنها نجحت في إقناع بعض الدول وفشلت في إقناع دول أخرى، منها الجزائر التي حافظت على مسافة واحدة من السعودية وإيران، وهو الأمر الذي يبدو أنه لم يعجب المملكة. وقبلها بأيام فقط امتنعت الجزائر عن التصويت لصالح مقترح تقدمت به الرياض على مستوى اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة ما وصفته "انتهاكات حقوق الإنسان في إيران"، إلى جانب دول عربية أخرى، منها مصر والكويت والأردن، وهو الموقف الذي وصفته وسائل إعلامية سعودية ب«الخذلان العربي". واختارت الجزائر الوقوف على الحياد في أزمات اليمن وسوريا ولبنان وقطر وفي قضية التحالف العربي الذي أطلقته السعودية ضد ما تصفه ب«الإرهاب". وفي خطوة قد توصف بالاستفزازية، اختارت السعودية الانخراط في مشروع فرنسي لمكافحة الإرهاب بالقرب من الحدود الجزائرية. وفي هذا الإطار، كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن الأسباب التي جعلت بلاده تقدم الدعم اللوجيستي والمعلوماتي والتدريب لمجموعة "جي 5" التي كانت فرنسا وراء إنشائها لمكافحة الإرهاب في الساحل. وأشار الجبير وفقا لمقابلة أجرها مع قناة "فرانس 24" إلى أن الانخراط في منطقة الساحل من جانب تحالف عسكري إسلامي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه وسيلة للتصدي لهيمنة إيران المتزايدة.