انقضت الحملة الانتخابية،، لتترك فسحة لآمال المتنافسين وأنصارهم بالفوز أو تحقيق مرتبة محترمة على سلم الترتيب، تمكنهم من جدولة طموحات جديدة على المديين المتوسط والقريب. وجاب لأجل ذلك المترشحون خلال 91 يوما من عمر الحملة التي انطلقت يوم ال91 من مارس الماضي، ربوع الوطن، خاطبوا خلالها الجزائريون وقدموا وعودا انتخابية تباينت حينا وتقاطعت حينا آخر. وعودا أدخلت المتلقين في أحلام اليقظة وآفاقا مسدودة، على اعتبار المترشحين لا يملكون عصى سحرية. ضوألقى الجزائريون، رغما عن ذلك، السمع وانتبهوا لكلمات المتنافسين عبر المنابر التي اعتلوها في العديد من المدن والتجمعات التي نشطوها تحت عنوان التغيير، القطيعة، التنمية، السيادة الوطنية أو الاستمرارية، شعارات لم تخل من مبالغة في الطرح، اختزلت خطابات الطامحين لاعتلاء منصب القاضي الأول للبلاد التي افتقدت لحلول موضوعية وتحاليل عميقة لواقع يحتاج إلى تكفل ناجح، وتكافل الجهود بين المجتمع المدني والسياسي للقضاء على اليأس وثقافة التيئيس التي تجذرت في المجتمع وتبحث عن حلول دائمة. ضانتهت الحملة وتركت فعلتها لدى المناصرين وغير المعنيين، لكنها لم تمح الخوف من شبح المقاطعة الذي تحول إلى أكبر هاجس. تخوف أخلط حسابات الساسة والسلطة معا. وبين تفاؤل هؤلاء وتشاؤم أولئك خاض المتنافسون حملة مستميتة لإقناع الناس بجدية برامجهم وتحسيسهم بالواجب الوطني وكذا الحث على تعبئة كبيرة تحسبا ليوم التاسع أفريل الجاري وهو موعد الجزائر مع التاريخ، موعد يشكل منعطفا هاما نحو التغيير. والتغيير سيفرض نفسه لا محالة إن نحو الحسن أو نحو الأحسن. ولن يتأتى هذا وذاك إلا من خلال تحول الذهنيات والإرادة الحسنة والقوية من أجل تغيير السلوكات وأساليب العمل والطموحات والتطلعات. والجزائري يتطلع إلى جزائر متجددة، قادرة على حل مشاكلها والخروج من أزماتها وتناقضاتها، جزائر المصارحة والحقوق ودولة القانو.انتهت الحملة ولم تبق سوى صورا تذكارية للمترشحين وانطباعات عن الجزائر العميقة وأخرى للتباين الاجتماعي والثقافي والسياسي والعاطفي تجاه الوطن الذي يتعلق به فقراءه وأدار من أصبح جمع المال والجاه والمناصب له ظهورهم كلما صعدنا نحو الشمال والساحل وأفسدوا على التنمية والتوزيع العادل لخيرات البلاد الظاهرة منها وما بطن. انتهت الحملة ولم تبق سوى شعاراتها وملصقاتها ويعود الجزائريون للتخبط في يومياتهم العصيبة يكابدون الصعاب جريا وراء غد أفضل.. ربما يكون غدا أفضل من اليوم.. ربما أفضل من أمس وإن غدا لناظره قريب.