كبد ثوار ليبيا المرابطون ببنغازي مساء أمس، كتائب العقيد القذافي خسائر كبيرة وطردوهم من المدينة التي تعتبر عاصمة الثورة وخط الدفاع الأخير، وذلك بعدما وصلت دبابات العقيد إليها. وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل قوات القذافي قصف مدينة مصراتة، رغم أن طرابلس زعمت التزامها بقرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار وفرض حظر الطيران. وكشفت مصادر طبية عن وجود 26 قتيلا وأكثر من 40 جريحا في مستشفى الجلاء ببنغازي. وتمكنت قوات القذافي من دخول الأحياء الغربية لمدينة بنغازي بعد قصف عنيف بالراجمات، كما انسحب الثوار نحو المدينة تحت وابل من القصف المدفعي، فيما قصفت المدفعية شارع جمال عبد الناصر وسط بنغازي والأحياء الشرقية للمدينة. ونقلت وكالة ''رويترز'' عن شهود عيان أن الثوار اجبروا على التراجع أمام تقدم قوات القذافي باتجاه المدينة وأنها أصبحت على بعد 20 كيلومترا من المدينة. ورغم تأكيد التقارير مهاجمة كتائب القذافي لبنغازي، قال متحدث باسم الحكومة الليبية أن القوات الموالية للعقيد لا تخوض أي عمل عسكري في بنغازي أو حولها، مضيفا أنه لا توجد هجمات من أي نوع على بنغازي وأن القوات الليبية ملتزمة بوقف إطلاق النار وتريد أن يأتي المراقبون الدوليون. وزعم أن هناك معارضين مسلحين يهاجمون القرى والبلدات في محاولة لاستثارة تدخل عسكري من الخارج. ومن جانبها، اتهمت وزارة الدفاع الليبية تنظيم ''القاعدة'' بمهاجمة غرب بنغازي فجر أمس، حيث نسبت وكالة الأنباء الليبية الرسمية ''واج'' إلى مصادر اللجنة العامة المؤقتة للدفاع قولها إن ''عصابات القاعدة الإرهابية قامت فجر اليوم السبت بمهاجمة وحدات القوات المسلحة المتوقفة غرب بنغازي التزاما بوقف إطلاق النار الذي أعلنته ليبيا أمس الجمعة''. وأضافت أن ''هذه العصابات الإرهابية استخدمت طائرات عمودية ومقاتلة في قصف تجمع القوات المسلحة في انتهاك صريح لمنطقة حظر الطيران المفروضة من مجلس الأمن، ما اضطر القوات المسلحة إلى التعامل معهم دفاعا عن النفس''.