تمكن المحتجون المتمركزون في بنغازي أمس من صد الهجوم الذي شنته الكتائب الأمنية للقذافي وتكبيدها خسائر كبيرة وإخراجها من المدينة حسبما أفاد به مراسل قناة "الجزيرة" القطرية التي أكدت أن قوات القذافي دخلت أمس الأحياء الغربية للمدينة دون أن تقدم أي تفاصيل أخرى عن عملية الدخول، وهو ما أكده أيضا متحدث باسم المحتجين . وكانت تقارير إعلامية ومنها شبكة"سي أن أن" الأمريكية ذكرت في وقت سابق أن دبابات القذافي دخلت بنغازي، وهي التطورات التي جاءت رغم تأكيد طرابلس التزامها بقرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار وفرض حظر طيران فوق ليبيا. وقبل ذلك سمع في ساعة مبكرة من الصباح دوي انفجارات ضخمة في المدينة وأكد السكان أن قوات القذافي تهاجم معاقل المحتجين، كما أشار مراسل "رويترز" إلى أنه سمع صوت طائرة مقاتلة فوق المدينة وقال أن الانفجارات كانت قوية بما يكفي لهز المباني، فيما ردت قوات المحتجين على النيران، وقال شهود أن الانفجارات بدأت نحو الساعة الثانية صباحا وأن قوات القذافي تتقدم وكانت على بعد 20 كيلومترا من بنغازي، وأن بعض المحتجين المقاتلين أجبروا على التقهقر أمام قوات القذافي التي كانت على بعد 60 كيلومترا أول أمس وأصبحت أمس على مسافة 20 كيلومترا فقط. مراسل وكالة رويترز أوضح أن المحتجين أقاموا متاريس خرسانية على الطرق المؤدية إلى مقر المحكمة الذي يتخذ منها المجلس الوطني الليبي المعارض مقراً له، وأشارت قناة "الجزيرة" إلى أن مستشفى الجلاء في بنغازي استقبل 26 قتيلا و40 مصابا، فيما أفاد مراسلو "فرانس برس" أن مئات الأشخاص بدأوا الفرار من بنغازي من المدخل الشمالي الشرقي بعد القصف الذي تعرضت له صباحا، وأكد أنهم انتظموا في طوابير أمام المحطات والأفران للتزود قبل انطلاقهم إلى طبرق التي تبعد 350 كلم إلى الشرق من بنغازي وبعضهم نحو مصر. وقد أعلن أمس عن إسقاط طائرة كانت تقصف المنطقة الواقعة جنوب غرب بنغازي حيث ارتفع عمودان من الدخان الأسود، كما ذكر صحافيون من وكالة "فرانس برس". قوات القذافي استهدفت أمس أيضا مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المحتجون، حيث أكد أحد سكانها أنها تعرضت لإطلاق قذائف مدفعية في ساعة مبكرة وقطعت إمدادات المياه عن المدينة، ولم يتسن التأكد من تلك الأنباء الواردة لأن السلطات في طرابلس منعت الصحفيين من الوصول للمدينة. وفي المقابل، أكدت السلطات الليبية أن قواتها المسلحة المتوقفة غرب بنغازي، تعرضت لهجوم شنته "عصابات القاعدة"، في إشارة إلى المحتجين الذين يسيطرون على المدينة، وقالت أنها ردت عليها دفاعاً عن النفس، وأضافت أن "العصابات الإرهابية استخدمت طائرات عمودية ومقاتلة في قصف تجمع القوات المسلحة، ما اضطر القوات المسلحة للتعامل معهم دفاعاً عن النفس"، مؤكدة أن ذلك يعد انتهاكا صريحا لمنطقة حظر الطيران المفروضة . هشام/ع