مفاجأة رئاسية "سارّة" لأويحيى ووزراء آخرين لم يكن إجراء تعديل حكومي في هذا التوقيت مفاجئا لكثير من الجزائريين ، باعتبار أن الإشاعات التي كانت تتداول علنا في الأوساط الشعبية و في كواليس بعض الجهات النافذة ، حول الحركة المرتقبة في حكومة أويحيى ، كانت قد وصلت إلى درجة الحديث عن أسماء عديدة ستغادر قصر الدكتور سعدان ، وأسماء أخرى ستعود إلى حمل حقائب وزارية في تشكيلة حكومية جديدة ، كانت مصادر تلك الإشاعات ترجّح أن يتمّ تكليف شخصية أخرى بقيادتها بدلا من الوزير الأول الحالي أحمد أويحيى الذي لا تلقى سياساته الاقتصادية والاجتماعية ترحيبا لدى كثير من المواطنين ، لكن ما كان مفاجئا في هذا التعديل الجزئي الذي مسّ 4 وزارات فقط ، هو حفاظ أسماء كثيرة كانت إلى وقت قريب مرشّحة بقوة لمغادرة مناصبها ، بسبب ضعف حصيلتها الوزارية ، بالإضافة إلى الاحتجاجات المهنية التي تقضّ مضجعها منذ عدّة أشهر. الوزير الأول أحمد أويحيى
رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، أجرى اليوم الأربعاء ، تعديلا حكوميا انفردت "البلاد" بالحديث عنه في الساعات الأولى القليلة قبل الإعلان عنه ، شمل تعيين 3 أسماء غير متحزبة سياسيا إلى جانب مناضل أفلاني واحد ، هو الوزير السابق للصناعة في حكومة تبون محجوب بدة الذي تمّ تعيينه وزيرا للعلاقات مع البرلمان خلفا للطاهر خاوة الذي عصفت به فضيحة تجريده من شهادة الماستر في القانون بعد متابعته قضائيا من طرف أستاذ جامعي بكلية الحقوق في جامعة الجزائر 1 ، كما أطاح التعديل الرئاسي بوزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي ليخلفه والي بجاية السابق محمد حطاب ، في حين استبدل سعيد جلاب محمد بن مرادي على وزارة التجارة ، وعبد القادر بن مسعود حسن مرموري بوزارة السياحة والصناعات التقليدية. حسبلاوي "يصمد"..وقطاع الصحة "يتهاوى" وكانت المفاجأة الأبرز في التعديل الجزئي لحكومة أويحيى، احتفاظ البروفيسور مختار حسبلاوي بحقيبة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ، على الرغم من أن قطاعه أصبح يوصف بأنه الأكثر فشلا على مستوى الأداء الحكومي ، بالنظر إلى حالة الشلل التي تعيشها المستشفيات العمومية عبر الوطن بعد دخول أزمة إضراب الأطباء المقيمين شهرها الخامس دون حلول ترضي مهنيي القطاع وتضمن حق المواطن في الخدمات الصحية ، وبعد أن أصبح شبح السنة البيضاء في المستشفيات الجامعية أمرا واقعا لا مفرّ منه حسب ما صرحّ المعنيون بالأمر لوسائل الإعلام بسبب غياب طلبة التخصصات الطبية عن مقاعد الدراسة والامتحانات لفترة طويلة. وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي
وبن غبريت "تفلت" من التعديل الرئاسي عنصر المفاجأة في التعديل الحكومي الأخير قد ينخفض إلى درجة أقل بالنسبة لبقاء وزيرة التربية نورية بن غبريت في الحكومة ، باعتبار أن المهام التي ترافق اقتراب مواعيد الامتحانات الرسمية في جميع الأطوار الدراسية لا تحتمل تغييرا من هذا القبيل ، مع أن هذا القطاع عرف أيضا موجة من الاضطرابات والاحتجاجات التي تسببت في حرمان فئة واسعة من التلاميذ من مقاعد الدراسة لعدّة أسابيع ، قبل تدخّل رئيس الجمهورية بإصدار تعليمات لبن غبريت تقضي بتعزيز الحوار مع شركائها الاجتماعيين والسعي لحلّ المشاكل المطروحة، ولعلّ الأيام المقبلة تأتي بمعطيات أخرى مختلفة بخصوص الأسماء التي ستحظى بثقة الرئاسة ، مع اقتراب موعد استحقاق انتخابي هامّ ، وأيضا الأسماء التي لن تستثنيها حركة أخرى لإعادة ترتيب البيت الحكومي في الجزائر. وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت