ستيقظ الجزائريون، صبيحة اليوم الأربعاء، على وقع فاجعة سقوط الطائرة العسكرية المتوجة إلى ولاية تندوف، والتي أدت لاستشهاد 247 مسافرا، من بينهم 10 أفراد من طاقم الطائرة، و30 من المرضى الصحراويون ومرافقيهم، وعلى إثر الحادثة الأليمة تنقلت "البلاد" على جناح السرعة إلى عين المكان. وطوقت مصالح الدرك الوطني، صباح اليوم الأربعاء، مكان سقوط الطائرة العسكرية، مانعة السيارات والفضوليين من الوصول إلى المزارع التي سقطت فيها الطائرة، في ظل أجواء من الحزن خيمت على سكان الأحواش القريبة من محيط المطار العسكري بمدينة بوفاريك. كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة صباحا عندما وصلت فرقة "البلاد" إلى مكان سقوط الطائرة العسكرية، وكانت أولى المشاهد مفجعة وتؤشر على حجم وهول الكارثة. ومنعت مصالح الأمن التي كانت منتشرة في محيط مطار بوفاريك العسكري، أي اقتراب للمواطنين والفضوليين وحتى الإعلاميين، لكن رغم التطويق المحكم للمكان تمكنا من السير ما يقارب ال5 كيلومترات على الأقدام للوصول إلى الحقل الزراعي "حقل ليمون وبرتقال"، وهو مكان سقوط الطائرة، وأول ما وقعت عليه أعيننا هو وجود ما يشبه باب على بعد عدة أمتار من جسم الطائرة المتواجد هو الآخر على بعد أمتار قليلة فقط من الجدار الذي يفصل الحقل الزراعي عن المطار العسكري وهو ما يعني أن الطائرة لم تحلق كثيرا لتتهاوى مرة أخرى على الأرض. واصلنا التقدم داخل الحقل الزراعي، رغم الطوق الأمني المشكل من أفراد الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني، لنجد أمامنا الجناح الأيمن للطائرة ومحركها الأيمن أيضا محترقان بالكامل، وبعيدين عن جسم الطائرة ببضعة أمتار وكانت الطائرة تبدو محترقة بالكامل. وحسب ما استقيناه من بعض أفراد الدرك الوطني المتواجدين بكثافة بعين المكان، فإنه لا يوجد ناجون من الحادث، وهو ما أكده لاحقا بيان وزارة الدفاع الوطني، كما كان يؤشر عليه العدد الكبير من سيارات الإسعاف التي كانت متواجدة وتتوافد إلى الحقل الزراعي الواحدة تلو الأخرى. وبعد أن منعتنا قوات الأمن المشتركة (الدرك وأفراد الجيش) من البقاء داخل الحيز الأمني والحقل الزراعي، التقينا بعدد من السكان المجاورين للمطار، حيث أكد لنا البعض أن المدعو "بدراني عبد القادر" وهو حارس حقل الليمون الذي سقطت فيه الطائرة العسكرية، تعرض لجروح خفيفة ونقل على جناح السرعة إلى مستشفى فرانز فانون بالبليدة،. كما ذكر بعض الشهود العيان الذين تحدثت إليهم "البلاد" أن الطائرة كانت تُحلّق على مستوى منخفض قبل اندلاع النيران على مستوى المُحرك الأيمن دقائق فقط بعد إقلاعها نحو بشار ثم تندوف، لترتطم على الأرض، حيث سارع بعض الشباب الذين كانوا بالقرب من الحقل الزراعي، ليروا بأم أعينهم مشاهد تقشعر لها الأبدان. وعلى إثر الفاجعة التي ألمت بالجزائر والجزائريين، بعث رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد العزيز بوتفليقة، ببرقية تعزية إثر تحطم طائرة النقل العسكرية ببوفاريك أعرب من خلالها عن خالص التعازي وصادق مشاعر التعاطف مع أسر الضحايا والشعب الجزائري كافة. كما تلقى كافة أعضاء الحكومة، بتأثر عميق، نبأ الحادث الذي وقع ببوفاريك، حيث سقطت طائرة من نوع "إليوشين" كانت تنقل العديد من عناصر الجيش الوطني الشعبي، وقد وقفت الحكومة المجتمعة، أسم الأربعاء، دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء ضحايا هذه المأساة، حيث تقدموا بأخلص عبارات العزاء إلى عائلات الشهداء ضحايا هذه المأساة. من جهته، قطع الفريق، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، زيارته التفقدية بالناحية العسكرية الثانية، وتنقل فورا إلى مكان الحادث للوقوف على حجم الخسائر واتخاذ الإجراءات اللازمة التي يتطلبها الموقف، حيث أمر بتشكيل لجنة تحقيق فوري للوقوف على ملابسات الحادث.