مأساة أخرى من مسلسل تحطم الطائرات يتواصل مسلسل تساقط الطائرات العسكرية وسقوط شهداء الواجب الوطني، فلم تمر سنوات على سقوط الطائرة المنكوبة بام البواقي والتي خلفت مقتل 102 شخصا،ثم تحطم طائرة مستأجرة ممن طرف الخطوط الجوية الجزائرية في مالي سنة 2014 خلفت أيضا أكثر من 100 قتيل، ليستيقظ الجزائريون أمس على وقع فاجعة أخرى، في سقوط طائرة عسكرية راح ضحيتها 157 شخص أغليهم عسكريين، وهي أثقل حصيلة لسقوط الطائرات في الجزائر. الطائرة العسكرية من نوع أليوشين 76 ، سقطت داخل مزرعة بمنطقة بني مراد غير بعيد عن الطريق السريع قرب مطار بوفاريك بالبليدة ، وكانت تقل عسكريين وأفراد من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف. وكانت الطائرة المنكوبة التي انطلقت من مطار بوفاريك متجهة -حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني- إلى تيندوف مع توقف في ولاية بشار، إلا أنها سقطت مباشرة بعد إقلاعها. وسقطت الطائرة على ارتفاع 50 مترا عن سطح الارض ، مباشرة بعد نشوب الحريق في الجناح الايمن ، حيث حاول قائد الطارة الابتعاد عن الطريق السيار والعودة الى المطار ، الا ان محاولته باءت بالفشل وسقطت الطائرة . كانت مصالح الحماية المدنية، من الأوائل الذين سارعوا الى ماكن سقوط الطائرة ، حيث سخرت نحو 14 سيارة إسعاف و10 شاحنات لإخماد النيران والوقوف على ملابسات المأساة التي اسيقظ على وقعها الجزائريون. كما تم تسخير 130 عون حماية لإخماد الحريق ونقل الجرحى، حسب اخر بيان للحماية المدنية وتحويلهم على جناح السرعة إلى المستشفيات القريبة من المنطقة. وقامت مصالح الدرك الوطني بتحويل حركة المرور من المدخل الجنوبي للعاصمة وتحديدا من محول واد الكرمة (جسر قسنطينة ) باتجاه محول الدار البيضاء. جاء ذلك بغرض فتح الطريق أمام سيارات الاسعاف القادمة من البليدة والتي تنقل ضحايا باتجاه المستشفى العسكري بعين النعجة . وتمكن اعوان الحماية المدنية من اخماد حريق الطائرة، العسكرية المنكوبة، حيث تعرضت الاخيرة الى اضرار جسيمة وتناثر العديد من اجزائها في معظم المزارع بمكان الحادث ، الى جانب انتشار اشلاء جثث الشهداء ضحايا تحط الطائرة. وقد استغرقت عملية اطفاء النيران في الطائرة حوالي ساعتين. وجاء في بيان لوزارة الدفاع " تبعا لبيان وزارة الدفاع الوطني حول حادث تحطم طائرة نقل عسكرية صباح اليوم 11 أفريل 2018 (أمس) على الساعة السابعة و50 دقيقة ببوفاريك، بلغ عدد الشهداء (247) مسافر وعشرة (10) أفراد من طقم الطائرة، فيما يُعد أغلب الشهداء من الأفراد العسكريين إضافة إلى بعض عائلاتهم. وأضاف البيان "عملية إخلاء جثث الضحايا إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة متواصلة قصد تحديد هوياتهم". هذا ما قاله شهود عيان عن لحظة تحطم الطائرة كان سكان المناطق المجاورة لمكان الحادث السباقون لمكان سقوط الطائرة، حيث حاولوا إخماد النيران وابعاد جثث القتلى عن المكان حسب روايات لشهود عيان لوسائل اعلام. وقد تحدّث عديد المواطنين ممن شاهدوا سقوط الطائرة، عن تفاصيل صادمة عن الحادث، حيث أكد عدد منهم بأنهم شاهدوا اشتعال الطائرة خلال تحليقها قبل أن تهوي إلى الأرض محدثة دويا قويا ودخان اقوى بمجرد اصطدامها بالأرض. فيما يؤكد آخرون بأنهم شاهدوا عدد من الركاب لضحايا وهو يرمون بأنفسهم من الطائرة قبل وقوعها. شاهد آخر أكد تنقله الى مكان الحادث بمجرد سماعه لدوي ارتطام الطائرة بالأرض القوي. حيث هرع رفقة جيرانه الى مكان الحادث لتقديم المساعدات والإسعافات قبل وصول رجال الحماية المدنية، مؤكدا بشاعة الحادثة وحجم الكارثة التي خلفت حسبه جثثا محترقة بالكامل وأخرى مشوهة. و رغم قساوة المشاهد اكد ذات المتحدث بان المواطنين لم يترددوا في التدخل لنقل لأبعاد الجثث و تغطيتها بأغطية قدمها بعض المواطنين. قايد صالح، بدوي وحزبلاوي في عين المكان قطع الفريق قايد أحمد صالح قائد الأركان نائب وزير الدفاع زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية، والتي كانت مقررة يوم امس، و تنقل الفريق قايد أحمد صالح إلى مكان الحادث رفقة وزير الداخلية نورالدين بدوي وزير الصحة مختار حزبلاوي، للوقوف على حجم ، حيث أمر بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات الحادث. من جهته الغى مدير العام للأمن الوطني اللواء، عبد الغاني هامل، زيارته التي كانت مبرمجة لحضور حفل تخرج الدفعة الخامسة للملازمين الأوائل للشرطة بمدرسة " الطيبي محمد "بسيدي بلعباس وحسب مصادر ستتخرج الدفعة بصفة رسمية في صمت، حدادا على وفاة ضحايا الطائرة العسكرية. هوية قائد الطائرة تم الكشف عن هوية قائد الطائرة العسكرية، و هو اسماعيل دوسان من مواليد 1972 و مسقط رأسه بولاية مسيلة بدائرة عين لحجلو الشهيد اسماعيل دوسان يحمل رتبة مقدم و هو أب لثلاث بنات. 30 قتيل من اللاجئين الصحراويين أعلنت وكالة الأنباء الصحراوية، ان من بين ركاب الطائرة هناك ثلاثون من المرضى الصحراويين ومرافقيهم، من رجال ونساء وأطفال، العائدين من فترة علاج في المستشفيات الجزائرية. وقالت الوكالة أن المكتب الدائم للأمانة الوطنية للبوليزاريو في اجتماع طارئ أعلنت عن حداد وطني لمدة أسبوع بعد الإعلان عن الحادث الأليم. وتوجه المكتب الدائم للأمانة الوطنية "بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلات الضحايا وإلى الشعبين الشقيقين الجزائري والصحراوي".