بالرغم من أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية، كانت قد أكدت على رؤساء البلديات عبر الوطن في تعليمات رسمية بضرورة تنظيف الشوارع والأحياء وعدم التغاضي عن هذه المهمة، وأكدت على ولاة الجمهورية متابعة وضع البيئة في البلديات، لكن يبدو أن غالبية رؤساء البلديات ضربوا بهذه التعليمات عرض الحائط والدليل أن وضع البيئة في غالبية البلديات أضحى كارثيا ومزريا، خاصة في شهر رمضان وهو المناسبة التي يتضاعف فيها التفريغ نظرا لتضاعف الاستهلاك من قبل العائلات والأسر الجزائرية.
"الأميار" مطالبون برفع القمامات وتنظيف الشوارع أدى الوضع البيئي المتدهور والانتشار الكبير للنفايات في مختلف بلديات الوطن، إلى تدخل وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في وقت سابق من خلال مراسلة ولاة الجمهورية داعية إلى ضرورة الإهتمام بهذا الجانب وتفعيل عمل البلديات والإهتمام بالمحيط البيئي، وذكرت مصادر "البلاد"، بأن ولاة الجمهورية تلقوا تعليمات فوقية بالعمل رفقة "الأميار" على إخراج البلديات من الكوارث البيئية القائمة والإهتمام بالجانب البيئي وهو الأمر الذي جعل ولاة الجمهورية بدورهم يؤكدون على "الأميار" والمنتخبين القيام بعمليات تنظيف واسعة في محيط وداخل البلديات وتفعيل عتاد البلديات وإخراجه من حالة الركود، خاصة أن هناك بلديات استقالت منذ مدة من مهامها بشكل كامل لتتحول العديد من الأحياء السكنية إلى مفرغات عمومية وتركت البلديات حال المحيط والبيئة والشوارع على الغارب، حيث تنازلت عن مهمة نقل الأوساخ لتترك الوضع على ما يخلفه المواطن أو التاجر وراءه. هذا الوضع جعل العديد من ولاة الجمهورية في تحركات أولية يبادرون إلى تأسيس مؤسسات ولائية خاصة بالنظافة وتزيين الشوارع وتمديد عقودها إلى البلديات، حيث تصبح هذه المؤسسات هي الكفيلة بعملية النظافة وتزيين الفضاءات العمومية عوض البلديات، وهو الإجراء الذي لايزال قيد التجريب في ولايات عدة وفي حالة نجاحه سيتم تعميمه وبالتالي تكليف هذه المؤسسات بهذا الجانب وسحب ملف النظافة من "الأميار". وتشير مصادر "البلاد"، إلى أن العديد من الولاة وقفوا على أن هناك "أميارا" تلاعبوا في العهدات الماضية بملف النظافة من خلال تخييط الصفقات على متعاملين خواص ليعمل هؤلاء المتعاملين أيضا على التلاعب أيضا من خلال اختزال شاحنات النظافة العاملة وهناك بلديات تُسير جانب النظافة ب04 شاحنات فقط على الرغم من الصفقة تحوي 10 شاحنات وهي التلاعبات التي وقف عليها ولاة جمهورية والذين حذروا "الأميار" والمنتخبين من مواصلة هذا التلاعب، فيما فضل ولاة آخرين خلق مؤسسات خاصة وتكليفها بهذه المهمة، لكن ورغم ذلك فالوضع كارثي بالبلديات من جانب النظافة.
وضع كارثي للبيئة والأوساخ تتحول إلى "ديكور" يومي في رمضان أكد مواطنون في بلديات عدة أن وضع البيئة في الشوارع والأحياء السكنية، عرف تدهورا كبيرا منذ مدة ليزداد استفحالا منذ دخول شهر رمضان، حيث أضحت النفايات و"أكياس" الأوساخ "ديكورا" يصطدمون به بشكل يومي، خاصة أن هناك نفايات لا يتم رفعها من مكانها لأزيد من 04 أيام وهو ما حول أماكن التفريغ المخصصة لمزابل عمومية على المباشر، أثرت بشكل كبير على سكان هذه الأحياء السكنية، خاصة الأقطاب السكنية الجديدة التي يتم توزيعها في كل مرة والتي تبقى خارج برنامج رفع النفايات ولم يتم توجيه شاحنات رفع القمامة لها بعد، وهو الأمر الذي جعل السكان يطالبون بتدخل رؤساء البلديات والمنتخبين في كل مرة لكن دون جدوى، وتشير مصادر "البلاد"، إلى أن بلديات وصل بها الأمور إلى غاية خروج المواطنين إلى الشارع والاحتجاج على هذا الوضع الموصوف بالكارثي والمزري. هذا وتعيش العديد من بلديات الوطن ومنذ دخول شهر رمضان، وضعا بيئيا مزريا على خلفية الأوساخ المتناثرة في الشوارع والأزقة والتي يخلفها المواطنين والتجار وراءهم على حد سواء، في ظل عجز هذه البلديات، الأمر الذي حول العديد من الأحياء السكنية الى مفرغات عمومية على الهواء الطلق، وأضحى يشكل خطرا على المواطنين، وتتحدث مصادر "البلاد"، على أن هناك بلديات كثيرة، رمت " المنشفة " منذ مدة وتركت حال المحيط والبيئة والشوارع على الغارب، حيث تنازلت عن مهمة نقل الأوساخ لتترك الوضع على ما يخلفه المواطن أو التاجر وراءه. وقالت المصادر إن أكثر الأحياء والمناطق تضررا من هذه الوضعية هذه الأيام، هي تلك الموجودة بالقرب من الأسواق اليومية وأسواق الخضر والفواكه، حيث يخلف التجار وراءهم "أطنانا" من النفايات على مختلف الأنواع والأشكال.
المواطن مسؤول ولا يحترم توقيت رفع النفايات تحدث عمال النظافة عن أن السكان يتحملون جانبا من هذه الوضعية، لعدم احترام مواقيت إخراج النفايات، لتبقى في مكانها طوال اليوم، بعد مرور الشاحنات، وذكر هؤلاء في إفادة لهم ل "البلاد"، أن النفايات غالبا ما يتم رفعها في الصباح الباكر، إلا أنهم يقفون على النفايات تتراكم في أماكن تجمعيها طوال اليوم وهو ما يؤكد أن للمواطن مسؤولية كبيرة اتجاه تراكم النفايات والأوساخ في الشوارع، وأضاف هؤلاء أن إخراج النفايات من المنازل وتجميعها في الأماكن المخصصة لها مهمة غالبا ما تكلف بها الأسر والعائلات الأطفال عوض الكبار، وهو الوضع الذي يساهم في تناثرها في الشوارع والأزقة ويصعب من مهمة تجميعها ورفعها في الشاحنات فيما بعد، متسائلين لماذا لا يكلف الكبار بهذه المهمة ليلا؟ وبالتالي بإمكان وضع حد لهذه الظاهرة المقززة، داعين الأسر والعائلات الجزائرية إلى ضرورة زرع ثقافة التعامل مع النفايات وطريقة إخراجها وأيضا فرزها، مؤكدين أن الكثير من عمال النظافة يتعرضون بشكل يومي إلى إصابات بليغة على مستوى الأيدي، حيث تتواجد نفايات صلبة كحال الزجاج والحديد وسط "صاشيات" الأوساخ، مما يؤدي إلى إصابات للعمال بعد رفعها، وأشار عمال النظافة إلى أن هناك من من بترت أصابعه بفعل هذه الممارسات التي تتجاهلها العائلات والأسر الجزائرية، داعين إلى ضرورة التعامل مع النفايات بشكل أفضل وفرزها وضرورة أن يتقيد الكبار بإخراجها من المنازل ليلا حتى يتم التحكم فيها وبالتالي لا تبقى في أماكنها طوال اليوم، خاصة وأن ترك النفايات المنزلية بهذا الشكل وضع يتسبب فيه السكان وليس عمال النظافة فليس من المعقول يضيف هؤلاء اتهامهم بكونهم لا يقومون بعملهم والسكان هم المسؤولون عن إغراق الشوارع بالأوساخ والنفايات.
عيادات خاصة ترمي نفاياتها الطبية في الشوارع والأزقة ليلا في سياق متصل، يؤكد مواطنون أنهم يقفون بشكل يومي على النفايات الطبية مرمية في أماكن التفريغ المخصصة للسكان، حيث تعمد العيادات الخاصة على إستعمال نفس الأماكن، خاصة وأن نشاط وعمل العديد من العيادات ينتعش في شهر رمضان، من خلال برمجة العمليات الجراحية في الليل، وأضاف مواطنون أن النفايات الطبية أضحت تشكل خطرا كبيرا عليهم، خاصة أنها ترمى بشكل عشوائي في قفز على القوانين والآليات التي تحدد التعامل مع هذه النفايات. وطالبت جمعيات مهتمة بضرورة إيفاد لجان تحقيق لمعاينة الوضع عن قرب خاصة أن التغاضي عنه يشكل خطرا كبيرا على السكان عامة وأطفال الأحياء بشكل خاص، مع ترك الأولياء مهمة رمي النفايات المنزلية لأطفالهم الذين يجدون أنفسهم وجه لوجه مع النفايات الطبية، الأمر الذي يجعل العديد من الأطفال يوجهون هذه النفايات كحال الحقن والقفازات الطبية ومخلفات الجراحة للعب بها، مؤكدين على جميع الهيئات المختصة من مديريات الصحة ومديريات البيئة بالتحرك العاجل وتحذير العيادات الخاصة المتواجدة داخل الأحياء السكنية من استعمال أماكن التفريغ الخاصة بالسكان، مع العلم أن العديد من السكان كانوا قد وقفوا على استغلال مساحات تتوسط هذه الأحياء السكنية وتحويلها إلى مفارغ عمومية للنفايات الطبية، لترمي "فضلاتها" في المحيط القريب منها وبجانب حتى مؤسسات تعليمية. مع العلم أن عمال النظافة منهم من يعمدون إلى عدم رفع النفايات الطبية مخافة التعرض للأمراض والعدوى وهو ما يجعلها فيما بعد عرضة للبقاء في مكانها لأيام وأيام وما تشكله من خطر على سكان الأحياء التي تتواجد فيها العيادات، خاصة العيادات الجراحية.
دعوة إلى اكتساب ثقافة التعامل مع النفايات يشير عدد من المتابعين في حديثهم ل"البلاد"، إلى أن وضع البيئة في شوارع وأزقة البلديات مهمة الجميع ولا تقتصر على جهة دون الأخرى، فالبلدية مسؤولة مثلها مثل المواطن، وهو ما يعني أن المهمة مشتركة والحفاظ على نظافة الشوارع والأزقة تمس الجميع، داعين إلى ضرورة أن يتكسب المواطن ثقافة التعامل مع النفايات والتقيد بمواقيت إخراجها وفرزها قبل ذلك، زيادة على ضرورة تدخل مصالح البلديات في الوقت المحدد والعمل في نهاية الأسبوع، خاصة أن هناك بلديات لا ترفع النفايات يومي الخميس والجمعة وهو ما يساهم في تجمعها وانتشار الروائح الكريهة، زيادة على تدعيم العمال وحظائر البلديات بالإمكانيات اللازمة والقيام بحملات توعية في الإذاعات الجهوية لزرع ثقافة التعامل مع النفايات بالشكل الصحيح.