يترقب الرأي العام الوطني والدولي ما سيقوله اليوم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته التفقدية إلى ولاية تمنراست، بخصوص الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها سابقا في ظل الحراك السياسي والاجتماعي الذي تشهده البلاد منذ ثلاثة أشهر، فضلا عن الأحداث التي تشهدها عدد من دول الجوار وبالخصوص ليبيا وإن كان بعض المتابعين يرون أن الرئيس بوتفليقة سيؤجل خطابه إلى حين زيارته التفقدية لولاية تلمسان في 16 أفريل الجاري، إلا أن المتعارف عليه عند هؤلاء هو أن الخطاب ''الرئاسي'' الذي ينتظره العام والخاص، بعد التزام الرئيس ''الصمت'' حيال عدد من التطورات التي شهدتها الجبهتان الاجتماعية والسياسية منذ جانفي الماضي، لن يخرج عن نطاق الإصلاحات التي أعلن الرئيس نيته الشروع فيها في رسالته المضمنة بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد النصر، وهي التي ستشمل الإصلاح الإداري والقضائي والمالي، فضلا عن مجالات بناء الهياكل الاقتصادية وإقامة المنشآت القاعدية الكبرى التي اعتبرها الرئيس حينها بمثابة ''ثمرة الفكرة الإصلاحية المتعددة الأبعاد وأصبحت في وقت من الأوقات من الضرورات الملحة للخروج من حالة التأزم والجمود''، والرد على الطبقة السياسية التي أدلت بدلوها بخصوص التزام الرئيس ''الصمت'' حيال عدد من القضايا الداخلية ومنها ''ثورة الزيت والسكر'' وصولا إلى الاحتجاجات المتتالية لمستخدمي عدد من القطاعات الحساسة على غرار الأطباء والطلبة والحرس البلدي والحماية المدنية و.. إضافة إلى ما يجري بمحاذاة الحدود الجزائرية الليبية والوضع الداخلي في ليبيا. ومن المرتقب أن يلتقي الرئيس أعيان ''الأهفار'' من التوارف وعقلاء ولايات أقصى الجنوب بإيليزي وأدرار، للتباحث حول عدد من الملفات المتعلقة بالتنمية المحلية والأمن الوطني، والوقوف على طبيعة الانشغالات والاحتياجات المحلية، التي كثيرا ما كانت محل انشغال سكان الصحراء وتذمرهم من عدم وصولها إلى السلطات المركزية بالعاصمة، كما ستكون زيارة الرئيس فرصة لاحتواء تحرك الجبهة الاجتماعية بالمنطقة مؤخرا، وخاصة الشباب الذين هددوا في أوقات سابقة باكتساح شوارع العاصمة للتنديد بتعشيش البطالة في أوساطهم وإقصائهم من فرص التوظيف في الجنوب، إلى جانب المطالبة بالسكن والعدل في توزيع المشاريع التنموية على المستوى الوطني. كما سيشرف الرئيس على تدشين المشروع الكبير، الذي أنهى معاناة ساكنة تمنراست مع المياه الصالحة للشرب، والمتعلق بتحويل المياه انطلاقا من عين صالح على مسافة 700 كلم بتكلفة تجاوزت 2.6 مليار دولار، إضافة إلى مشاريع تنموية أخرى.