المداهمات الأمنية حققت نتائج إيجابية ولاقت ارتياحا لدى المواطنين البلاد - حليمة هلالي - استنفرت مصالح الدرك والأمن الوطنى قواتها هذه الأيام في إطار شن حملة أمنية على بلطجية الشواطئ والمواقف العشوائية في مختلف الولايات والسواحل بعد ورود عدة شكاوى من العائلات والمصطافين وبعد الجريمة التي اهتز لها الشارع الجزائري عقب مقتل الشاب "زبير عيسى" المنحدر من مدينة الوادى بسبب رفضه دفع ثمن "الباركينغ" وشاب آخر يبلغ من العمر 28 سنة راح ضحية شجار طائش أبطاله بلطجية الشواطئ. تحركت مختلف الأجهزة الأمنية مؤخرا لتطويق بؤر الجريمة وتوقيف المعتدين على المواطنين باستعمال منطقهم واستغلالهم الطرقات والشواطئ بطرق غير قانونية رغم تعليمة الداخلية بمجانية الشواطئ للمصطافين. فمنذ بداية الصائفة والشكاوى تتهاطل على مصالح الأمن والدرك الوطنى بخصوص الاستغلال غير الشرعى للشواطئ من طرف اشخاص لا مهنة لديهم سوى إزعاج المصطافين بفرض تسعيرات على المظلات والمواقف الخاصة بالسيارات. وعرفت اغلب الشواطئ منذ بداية الصائفة استفحال ظاهرة البلطجية الذين عكروا صفو هدوء العائلات فبمجرد ولوجك الى الشواطئ تسمع كلمة يطلقها "بزناسيو الشواطئ" مثل "كاين براسول" "بلاصة شابة" "نساعدوكم في السعر" وكأن الشاطئ ملك لهؤلاء. وبلغ الأمر الى حد أنهم احتكروا شبكات خاصة تزرع مظلاتها وكراسيها قسرا في الأماكن التي تفضلها العائلات. وبناء على الفضائح المتتالية وجرائم القتل التى طالت شبابا في عمر الزهور بمختلف الشواطئ تدخلت نهاية الأسبوع مصالح الأمن والدرك لوضع حد لتجاوزات شباب قاموا باحتلال أجزاء كبيرة من الشواطئ، فقامت بحجز كراسي وطاولات لأشخاص احتلوا رمال الشواطئ . وكانت وحدات الدرك الوطني قد كشفت عن الحصيلة الخاصة بالمخطط الأمني لموسم الاصطياف عبر 14 ولاية ساحلية خلال الشهرين الماضيين حيث سجلت 237 قضية، منها 125 قضية خاصة بالاستغلال غير الشرعي للشواطئ، 53 قضية متعلقة بالاستغلال غير الشرعي لمواقف السيارات، إضافة إلى 59 قضية تخص الاستغلال غير الشرعي للمخيمات الصيفية. واحتلت وهران نسبة كبيرة من القضايا بمعدل 63 قضية، 41 قضية في عنابة و38 قضية في تيبازة وأفضت هذه العمليات لوحدات الدرك الوطني في إطار تأمين ومراقبة الشواطئ إلى حجز 1.444 مظلة شمسية، 828 طاولة، 2.497 كرسيا و38 خيمة صيفية، كما أسفرت العملية عن توقيف 37 شخصا من المتوقع أن يرتفع عدد القضايا المتعلقة بالبلطجة خاصة في شهري جوان وأوت. وحجزت قوات الدرك ايضا بالاختصاص الإقليمي بولاية الجزائر 812 مظلة شمسية و392 طاولة و1.553 كرسيا، ولاية جيجل: 232 مظلة شمسية و227 طاولة و456 كرسيا، ولاية مستغانم: 280 مظلة شمسية و128 طاولة و271 كرسيا. وعند المداهمات الفجائية حجزت قوات الأمن بالتنسيق مع مصالح الدرك عددا هائلا من قارورات الخمر والمخدرات والمهلوسات. يجدر الذكر أن المصالح الأمنية اطلقت مخططات خاصة بفصل الصيف وشنت حملات تطهير لبؤر الجريمة بكل انواعها. ومؤخرا ألقت قوات الدرك القبض على قاتلى الشاب البلغ من العمر 28 عاما المقيم بالعاصمة الذي تعرض لعدة طعنات في شاطئ الصخرة بولاية بومرداس، من طرف ستة أشخاص اعتدوا عليه، طلب منهم احترام وجود عائلات على الشاطئ، وعدم القيام بتصرفات مزعجة ومحرجة، لكن الشبان الستة لم يتقبلوا ملاحظة الشاب، فقاموا بالاعتداء عليه طعنا الأمر الذي أدى إلى وفاته قبل نقله إلى المستشفى. وأشارت مصادر خاصة إلى أن أجهزة الأمن قامت بتوقيف خمسة ممن اعتدوا على الشاب، في انتظار عرضهم على المحاكمة، فيما يبقى المتهم السادس في حالة فرار، موضحة أن المتهم الهارب مسبوق قضائيًا. وتأتي جريمة القتل الجديدة هذه أيامًا قليلة بعد مقتل شباب بمدينة بجاية، ينحدر من ولاية وادي سوف بغرض الاستجمام على شاطئ البحر فعاد إلى أهله داخل صندوق لرفضه تسديد إتاوة ركن سيارته لأحد بلطجية الحظائر العشوائية الخاصة بالسيارات الأمر الذي جعله يدخل في مناوشات مع صاحب السيارة، ليقدم الأخير على ضربه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. وهي جريمة قتل اهتز لها الشارع الجزائري.