حاول الرئيس بشار الأسد بعد ارتفاع أعداد قتلى الاحتجاجات في عدة مدن سورية، تهدئة الأزمة في بلاده بمنح ''مرتبة الشهادة'' ل12 مواطنا سوريا سقطوا في التظاهرات التي جرت في الأسبوع الأخير في منطقة دوما بريف دمشق، مؤكدا على مضيه في الإصلاح الشامل للبلاد. وذكرت صحيفة ''الوطن'' السورية شبة الرسمية في عددها الصادر أمس، أن ''الأسد منح مرتبة الشهادة ل12 سوريا خلال استقباله 17 من ذوي الشهداء''. مشيرة إلى أن اللقاء بين الرئيس الأسد والأهالي جاء في إطار التعزية أولا، حيث اعتبر الرئيس كل من سقط من ''الشهداء''، وقال ''إن دماء كل سوري غالية علينا وكل السوريين متشابهون في هذا الإطار''. وأضافت الصحيفة ''بعض المدن السورية تشيع عددا من شهداء الشرطة والأمن الذين سقطوا بنيران مجموعات مسلحة خلال تظاهرات مدينتي درعا واللاذقية يوم الجمعة الماضي''. وأوضحت أن ''الرئيس الأسد استمع لوجهة نظر الأهالي في الأحداث التي جرت في المدينة وما يمكن فعله مستقبلا لتفادي النتائج التي حصلت، وأشار إلى أهمية تضافر الجهود بين الأهالي والسلطات المحلية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان أمن المواطنين. كما أكد الأسد أن التحقيقات فيما جرى من أحداث مستمرة. وفي السياق ذاته، اتخذت الاحتجاجات في سوريا مسارا جديدا بعد أن دخلت أمس، حرم الجامعات السورية لأول مرة، في حين شيعت بانياس 4 محتجين قتلتهم قوات الأمن. واستمرت الإدانات الدولية على قمع المحتجين من فرنسا وألمانيا، اللتين عبرتا عن استيائهما الشديد من قمع السلطات السورية للمتظاهرين وطالبتها تنفيذ الإصلاحات بصورة سريعة. وقال نشطاء إن ''مئات الطلاب بدأوا منتصف النهار اعتصاما في كلية العلوم بجامعة دمشق، وهتفوا لحرية سوريا، ونصرة المدن التي شهدت احتجاجات منذ منتصف الشهر الماضي''. وأضاف النشطاء أن ''مجموعة باللباس المدني تعرضت للطلاب بالضرب والشتم، أغلبهم من عناصر الأمن، وفرضت طوقاً محكماً على الكلية''. من ناحية أخرى، قال الخبير الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ''مايكل سنج''، إن هناك انقساما داخل البيت الأبيض حول الخطوة الأمريكية التالية نحو سوريا، مع زيادة المظاهرات والاشتباكات مع قوات الحكومة وعدد القتلى والجرحى. وأوضح المتحدث، وهو المسؤول السابق عن الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض ''توجد دلائل على أن بعض مستشاري الرئيس أوباما يدركون الحاجة إلى وجوب التغيير في سوريا، لكن يجادل البعض بأن المشكلة ليست الرئيس بشار الأسد، ولكن الحرس القديم الذي أسسه والده حافظ الأسد، والذي يحيط به''.