فجّرت صورة تظهر ثلاثة شبان سوريين ساجدين أمام صورة للرئيس بشار الأسد، جدلا كبيرا بعد تداولها على نطاق واسع بين وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية ومنتديات الانترنت· ورأت العديد من التقارير الإخبارية أن الصورة التي نشرتها شبكة ''شام'' الدولية، تمثل آخر ''صرعات الولاء للرئيس السوري''، وأن أجهزة حزب البعث تحاول أن تظهر للعالم بأسره مدى ولاء الشباب السوري لرئيسهم بشار الأسد، وقد رفع أنصاره بالتوازي شعار ''مطرح ما بتدوس راح نركع ونبوس''· واعتبر مراقبون أن هذا الشعار وتلك الصورة، ''ضربا من الكفر ومحاولة فاشلة من النظام السوري لإظهار ولاء الشعب لطبيب العيون الشاب''، بينما قال آخرون إنها عادت بالذاكرة لعهد والده الرئيس حافظ الأسد ولشعارات الولاء التي كان يرفعها ويرددها أنصاره· وفي تطورات الوضع ميدانيا، اندلعت مساء أمس احتجاجات بعد صلاة الجمعة ضد حكم البعث في ثلاث مدن سورية كبرى بعد يومين من خطاب الرئيس بشار الأسد الذي وصف فيه الاحتجاجات المطالبة بالحرية بأنها مؤامرة خارجية· وخرج المئات إلى الشوارع في أنحاء دمشق عقب صلاة الجمعة، حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع في ضاحية الدوما وفي مدينتي اللاذقية وبانياس الساحلي·وتظاهر مئات الأشخاص في شمال شرق سوريا التي يشكل الأكراد فيها الأغلبية، للمرة الأولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات للمطالبة بإطلاق الحريات· وقال الناشط رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان ''رافض'' إن ''مئات الأشخاص تظاهروا في القامشلي ومثلهم في عامودا شرق دمشق مطالبين بإطلاق الحريات''، مشيرا إلى أنها ''المرة الأولى التي تجري فيها مظاهرات في هذه المنطقة منذ بدء الاحتجاجات في سوريا''· وأضاف المصدر أن المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها ''نحن دعاة الحرية لا دعاة الجنسية فقط'' وهتفوا ''الله، سوريا وحرية وبس'' و''سلمية سلمية''· وتأتي هذه المظاهرات غداة إعلان السلطات السورية نيتها دراسة أوضاع حوالي 300 ألف كردي محرومين منذ نصف قرن من الجنسية السورية· وكان الرئيس الأسد أمر أول أمس ''بتشكيل لجنة لدراسة تنفيذ توصية المؤتمر القطري العاشر المتعلقة بحل مشكلة إحصاء عام 1962 في محافظة الحسكة''· ويفترض أن تنهي هذه اللجنة دراستها قبل 15 أفريل القادم·من ناحية أخرى، أشار تقرير لصحيفة ''هآرتس'' العبرية في عددها الصادر أمس بعنوان ''الأسد ملك إسرائيل''، إلى حالة من القلق تنتاب الأوساط الإسرائيلية من احتمال سقوط نظام بشار الأسد في دمشق، مضيفة أن الكثيرين في تل أبيب يصلون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم ''شعاراته'' المستمرة وعدائه ''الظاهر'' لها· وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من تصريحات الأسد، الأب والابن، المعادية لإسرائيل، إلا أن هذه التصريحات لم تكن إلا ''شعارات'' خالية من المضمون، وتم استخدامها لهدف واحد فقط كشهادة ضمان وصمام أمان ضد أي مطلب شعبي سوري لتحقيق حرية التعبير والديمقراطية، مشيرة إلى أن النظام السوري المتشدق ب''عدائه'' لتل أبيب لم يُسمع الأخيرة ولو ''صيحة خافتة واحدة'' على الحدود في هضبة الجولان منذ سيطرة إسرائيل عليها عام .1973النظام السوري معرض للفناء· واستمرت الصحيفة في سخريتها من نظام الأسد قائلة إن هذا النظام ''المعارض'' لتل أبيب مازال مستعدا لمحاربة إسرائيل بآخر قطرة من دم آخر ''لبناني'' لا ''سوري''، موضحة أن السوريين لا يكلفون أنفسهم محاربة عدوهم الجنوبي مادام اللبنانيون مستعدون للموت بدلا منهم·