اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب إلى الشعب أمس أن ما يحدث في سوريا من احتجاجات ''امتحانا للوحدة الوطنية'' وهو بفعل مؤامرات، مؤكدا في الوقت نفسه أن السوريين نجحوا في تجاوز الامتحانات. وقال الرئيس الأسد في كلمة أمام مجلس الشعب هي الأولى له منذ بدء موجة المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها سوريا منذ قرابة أسبوعين أن بلاده ''تتعرض لمؤامرة كبيرة'' وأعرب عن أمله في أن تؤدي التحولات التي تشهدها المنطقة حاليا إلى دعم القضية الفلسطينية. وقال أن محافظة درعا الواقعة جنوب البلاد والتي شهدت مظاهرات مناهضة للنظام قتل فيها 12 شخصا هي في قلب كل سوري، وأضاف ''إذا كانت قرية درعا هي قرية حدودية فأنا أقول لهم أن درعا هي في قلب كل سوري وهي قلب الوفاء للوطن'' وشدد على أن أهالي درعا سيقومون ب''تطويق المخربين''. وأن ''أهل درعا لا يتحملون أي مسؤولية فيما حصل لكنهم يتحملون معنا المسؤولية في وأد الفتنة''. وتأتى كلمة الرئيس الأسد غداة موافقته على استقالة الحكومة السورية برئاسة محمد ناجي عطرى وتكليفها بتسيير الاعمال لحين تشكيل حكومة جديدة التي سيكون من مهاما البدء بتنفيذ برنامج الإصلاحات. ومن الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس الأسد على لسان مستشارته بثينة شعبان دراسة إلغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ سنة 1963 وإعداد مشروع لقانون الأحزاب وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام والقيام بإجراءات لمكافحة الفساد. كما تأتى الكلمة غداة مسيرات شهدتها دمشق وعدد من المدن السورية تأييدا للرئيس الأسد وللتأكيد على الوحدة الوطنية وفشل ''المشروع الطائفي'' الذي تتعرض له بلادهم. وتعتبر كلمة الرئيس السوري الأولى له منذ بدء موجة التظاهرات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا والتي تحدث فيها عن برنامج الإصلاح الذي وعدت به القيادة لتهدئة الاحتجاجات. ويأتي خطاب الرئيس الأسد في الوقت الذي أعربت فيه الصحافة السورية الصادرة أمس أنها تفضل حكومة تقنوقراط لتولي تطبيق الإصلاحات التي تعهد بها الرئيس الأسد أمام البرلمان. وكتبت صحيفة ''تشرين'' الحكومية أنه ''يجب أن يتم اختيار الوزراء وفقا لكفاءاتهم ونزاهتهم وقدراتهم في اتخاذ القرارات وتطبيقها ومتابعة تأثيرها على الحياة اليومية''. وقالت صحيفة ''الثورة'' الحكومية ''نريد إصلاحات ونطالب بمحاكمة المسؤولين غير الأكفاء. إننا نحارب من اجل أن تكون هذه الإصلاحات عصرية وشفافة وأن يتم اتخاذها دون أي تردد''. وهو الموقف الذي عبرت عنه صحيفة الوطن المستقلة والمقربة من السلطة.